قتل 66 شخصاً على الأقل بينهم 19 مدنياً خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، جراء المعارك العنيفة بين قوات النظام وفصائل مقاتلة عند أطراف محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. وتدور منذ الاثنين معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل مقاتلة في المنطقة الحدودية بين محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط)، إثر هجوم واسع بدأته قوات النظام في محاولة للسيطرة على ريف إدلب الشرقي، وتمكنت الخميس من السيطرة على عدد من القرى والبلدات داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس "قتل 27 عنصراً من قوات النظام وحلفائه مقابل 20 مقاتلاً من الفصائل في الساعات ال24 الأخيرة جراء المعارك بين الطرفين في بلدات عدة في محافظة إدلب". كما تسببت الغارات السورية والروسية الداعمة لهجوم قوات النظام منذ الخميس بمقتل 19 مدنياً على الأقل بينهم سبعة أطفال، بحسب المرصد. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في منطقة محاذية لتلك التي تدور فيها المعارك، أعمدة الدخان تتصاعد من عدد من القرى والبلدات تزامناً مع دوي غارات كثيفة تنفذها طائرات حربية تحلق في سماء المنطقة.وأفاد عن خلو القرى والبلدات المحاذية من سكانها وقد شاهد عشرات السيارات المحملة بالمدنيين مع حاجياتهم تغادر المنطقة تزامناً مع إعلان المساجد في البلدات المأهولة عبر مكبرات الصوت إلغاء صلوات يوم الجمعة ودعوة السكان لملازمة منازلهم. من ناحية أخرى انتهت عملية إجلاء عدد من المرضى من منطقة الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام قرب دمشق، مع خروج 13 حالة طبية حرجة ليلاً، وفق ما أكد مسؤول محلي لوكالة فرانس برس الجمعة. وبدأت العملية الثلاثاء بعد اتفاق بين القوات الحكومية والفصائل المعارضة، تم بموجبه إجلاء 29 مريضاً مقابل إفراج الفصائل عن عدد مماثل من العمال والأسرى كانوا محتجزين لديها، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مصدر طبي محلي في الغوطة الشرقية رافضاً الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس الجمعة "تم إجلاء 13 مريضاً هم ستة أطفال وأربع نساء وثلاثة رجال" في إطار الدفعة الثالثة من الاتفاق. وأكد المرصد السوري بدوره انتهاء عملية إجلاء المرضى الذين ينتمون إلى مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، بعد إجلاء 16 آخرين على دفعتين منذ الثلاثاء. ولم تشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إجلاء الدفعة الثالثة بخلاف المرتين السابقتين، فيما تولى الهلال الأحمر العربي السوري أمس الأول نقل المرضى من مدينة دوما. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في المدينة مسعفين من الهلال الأحمر وهم يحملون الأطفال المرضى، وآخرين يتفقدون الشابة مروة (26 عاماً) التي تعاني من مرض السحايا وهي ممددة داخل سيارة إسعاف شبه غائبة عن الوعي. ومن بين المرضى الذين تم إجلاؤهم أيضاً، فهد الكردي (30 عاماً) ويعاني من سرطان المستقيم. وكانت الأممالمتحدة أعلنت في نهاية نوفمبر لائحة تضم 500 شخص بحاجة ماسة للإجلاء من الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، إلا أن 16 شخصاً منهم على الأقل قضوا منذ ذلك الحين. ولم يتبين ما إذا كانت عمليات إجلاء مماثلة ستتكرر في الفترة المقبلة.وتعليقاً على عملية الإجلاء المحدودة، قال رئيس مجموعة العمل الإنساني التابعة للأمم المتحدة في سوريا يان ايغلاند، قبل أيام "ليس اتفاقاً جيداً حين يتم تبادل أطفال مرضى بأسرى، هذا يعني أن الأطفال تحولوا إلى أداة للمساومة، إنه أمر لا يجدر أن يحدث". وأضاف في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "لديهم الحق بالإجلاء ولدينا واجب إجلائهم". ولا يمكن أن تتم عمليات الإجلاء أو إدخال قوافل المساعدات إلى الغوطة الشرقية إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من السلطات السورية. وتحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبب بنقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص.