أجمع خبراء أمنيون على أن إطلاق الحوثيين لصاروخ باليستي ثان إيراني الصنع صوب العاصمة السعودية الرياض، يعد محاولة بائسة من مليشيا تلفظ أنفاسها، في خضم الانتصارات المتتالية لقوات الشرعية والتحالف العربي على عدة جبهات باليمن، مطالبين بتحرك دولي ضد الملالي والحوثي، بسبب تهديدهما للأمن الإقليمي والدولي. وقال اللواء حسام سويلم، الخبير الأمني والإستراتيجي: إن إطلاق الحوثيين للصواريخ الباليستية تجاه الرياض، يهدف إلى الإزعاج وليس له أثر عسكري كبير، ويأتي نتيجة الانتصارات المتتالية للقوات الشرعية المدعومة من قوات التحالف العربي، والتي تقدمت في اتجاهات مختلفة في وسط اليمن لهدف بعيد وهو الوصول للعاصمة صنعاء، مؤكداً أن إيران ومليشياتها الحوثية تحاولان منع استمرار تقدم القوات البرية الشرعية، وتريدان إرسال رسالة مفادها أن التقدم العسكري للقوات الشرعية والتحالف وتحرير الحديدة والمناطق المحيطة بها، ستكون نتيجته إطلاق مزيد من الصواريخ صوب الرياض. ودعا اللواء سويلم، إلى ضرورة إقدام القوات الجوية للتحالف العربي على ضرب مواقع الحوثيين بصنعاء التي تمثل ملجأ المليشيا الحوثية والحديدة التي يتحصلون منها على الصواريخ الإيرانية، وتطهير جميع مصادر تسليحهم لشل تحركاتهم العسكرية، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة أخطأت بتوسطها لدى التحالف من أجل السماح للحوثيين بالسيطرة على ميناء الحديدة، والذي تحول إلى مصدر لتهريب الأسلحة الإيرانية للمليشيا، مضيفاً: "كلما زاد تقدم القوات البرية وانتصارات القوات الجوية للتحالف، تحاول المليشيا خلق نوع من الاستعراض والدعاية الفاشلة بإطلاق صواريخ باليستية صوب المملكة". وفيما يخص استخدام الحوثيين لتكنولوجيا الصواريخ المتطورة، أكد اللواء سويلم، أن المليشيا الحوثية تتحصل على الصواريخ الباليستية في شكل مفكك وكذلك كافة أسلحتها من إيران، وتستعملها بتدريب من عناصر إيرانية وعناصر "حزب الله" اللبناني المتواجدين في صعدة، ويعملون على إعادة جمع الأجزاء المفككة من الصواريخ الإيرانية المهربة لليمن، مضيفاً أن الحوثيين لا يستطيعون "صناعة رصاصة واحدة"، متسائلاً: فكيف بتكنولوجيا الصواريخ؟!". وقال اللواء محمد نور الخبير الأمني: إن الملف اليمني مسألة شديدة الأهمية لإيران التي تحلم بالسيطرة على اليمن، ومن هذا المنطلق تدفع مليشياتها الحوثية للرد على أية انتصارات للقوات الشرعية وقوات التحالف بصواريخ إيرانية الصنع، من أجل تأكيد عدم تخليهم عن موقفهم السياسي، موضحاً أن إيران والمليشيا تعتقدان أن قوات التحالف ستأخذ موقفها على محمل الجد بسبب قدرتها على الوصول للداخل السعودي. وأشار اللواء نور إلى أن الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين بالتكنولوجيات العسكرية دلالة تبعث على القلق فيما يخص الأمن الإقليمي والدولي، بعد توثيق حالات هجوم من الحوثيين على سفن بمضيق باب المندب، بينها حادثة الاعتداء على سفينة إماراتية بما يهدد حركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، مؤكداً أن الأنماط العسكرية الحوثية تتشابه مع الأنماط الإيرانية ومن ضمنها استخدامهم للقوارب الصغيرة السريعة، وصواريخ مضادة للسفن، وكذلك صواريخ سكود وتوشكا وكاتيوشا، إضافة لصواريخ محلية الصنع مثل صمود وبركان. وأضاف أن المليشيا الإيرانية تعيش على حقن أتباعها بأفكار وهمية وطائفية، من أجل الإبقاء على ولائهم، ومن بينها إيهامهم بوجود بحار من البترول في اليمن، وأن الدول طامعة في الاستحواذ عليه، إضافة إلى زعم وجود مؤامرات خارجية على اليمن. وبشأن محاكمة إيران دولياً، دعا ناصر أمين، المحامي لدى المحكمة الجنائية الدولية، إلى ضرورة أن تتقدم المملكة ببلاغ إلى مجلس الأمن بتدخل إيران في الحرب ضد السعودية، داعياً إلى ضرورة توثيق جميع الوقائع والأحداث والأدلة الخاصة باستخدام أسلحة مصنعة في إيران، لتقديمها إلى لجنة التحقيق الدولية التي تكلف بالتحقيق في الجرائم التي وقعت ضد المملكة، لإثباتها في التقرير المقدم إلى مجلس الأمن من أجل محاكمة النظام الإيراني. وأضاف المحامي أمين أن مثل هذه القضايا تخضع لعمليات تدقيق وجمع أدلة قانونية بحتة فيما يخص المقارنة بين أبعاد المكونات التي تحصلت عليها المملكة من الصواريخ المسقطة وأبعاد مكونات الصواريخ الإيرانية من حيث الخصائص والمدى وغيرها، وتقيس مدى تهديد الحوثيين لأمن المملكة، وكذلك الأمن الإقليمي والدولي، وخصوصاً بعد تعرض الحوثيين في وقائع سابقة لبعض السفن المارة عبر باب المندب، وبعد انتهاء التحقيقات يكون النظام الإيراني عرضة للعقوبات الجنائية وكذلك الاقتصادية.