قال فريق بحثي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض إنه توصل عبر بحث علمي غير مسبوق إلى اكتشاف آلية جديدة تنذر بخطر احتمالية إصابة النساء البدينات بسرطان الثدي. وقام الفريق البحثي بإشراف د. عبدالإله أبوصخرة، عالم رئيسي ورئيس قسم علوم الأورام الجزيئية بمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي، بهذه الدراسة البحثية على مدى ثلاثة أعوام، وهي الدراسة المدعومة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحت برنامج الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار. وبدأت الدراسة التي نُشرت مؤخراً في المجلة العلمية الرائدة في مجال أبحاث الجزيئات والخلية (ِMolecular and Cell Biology)، بجمع عينات من نسيج الثدي الدهني لنساء سعوديات يعانين من السمنة تزن فيها كتلة الجسم 30 أو أكثر، وأُخريات ذوات أوزان طبيعية تزن فيها كتلة الجسم أقل من 30، وكلا الفئتين خضعن لعملية تصغير الثدي التجميلية، مما أتاح الحصول على أنسجة من الثدي، جرى بعدها مقارنة الخلايا الدهنية من الناحية الخلوية والجينية. وقال د. أبو صخرة: "لاحظ الفريق البحثي فرقاً شاسعاً بين هذه الخلايا، إذ إن الخلايا الدهنية المستخلصة من السيدات البدينات كانت أسرع نمواً وأقدر على الهجرة والغزو، وكذا تحفيز نمو الخلايا السرطانية مقارنة بتلك المستخلصة من النساء النحيلات، موضحاً أن الفريق البحثي اكتشف ولأول مرة السبب الرئيس لهذا الفرق، والذي يكمن في انخفاض حاد في مستوى البروتين المثبط للسرطان (p16) في خلايا الثدي الدهنية المشتقة من النساء البدينات مقارنةً بمثيلاتها لدى النساء ذوات الأوزان الطبيعية. ولفت الانتباه، إلى أن هذا يدل على تحول خطير بخلايا الثدي الدهنية التي تصبح أكثر عدوانية ومحفزة للتسرطن لدى النساء اللواتي يعانين من السمنة مما يرفع من خطورة إصابتهن بسرطان الثدي، مضيفاً أنه ولإثبات هذه الفرضية فقد بين الفريق البحثي أن الخلايا الظهارية، التي من الممكن تحولها لسرطانية، والمأخوذة من أثداء النساء السليمات ذوات الأوزان العالية لها خصائص خلوية وجزيئية مماثلة لخلايا الثدي السرطانية، مما يؤكد تأثرها بمحيطها الخلوي وكذا جاهزيتها لنمو عشوائي مسرطن لدى النساء البدينات. من جانبها، أشارت عالمة الأبحاث د. هدى الخلف، الباحث الرئيس في هذه الدراسة والتي تعمل أستاذاً مشاركاً بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن هذه النتائج تؤكد قوة العلاقة بين السمنة والإصابة بسرطان الثدي، وتبين مدى خطورة الزيادة المفرطة في الوزن، مؤكدةً أن هذه الدراسة ستمهد الطريق نحو فهم للآليات الخلوية والجزيئية والجينية لسرطانات أخرى مرتبطة بزيادة الوزن، مفيدةً أنه من المؤمل أن يكون لهذه النتائج الأثر الكبير في توعية المجتمع بمخاطر السمنة التي يمكن اعتبارها مؤشراً مهماً لاحتمال وقوع الضرر، وأن أفضل وقاية من مثل هذه السرطانات هو المحافظة على الوزن المناسب.