لم يذهب "الأخضر" إلى الكويت والضغوطات بضرورة العودة ومعه كأس الخليج تحاصره، وتشوش على عمل مدربه والجهاز الإداري ومن خلفهم الاتحاد السعودي لكرة القدم، ذهب إلى "دورة الأشقاء" وهدفه الرئيسي مشاركتهم وإحياء جمعهم الرياضي، وتقديم مباريات تليق ب"أهل الخليج" ورياضتهم، مؤكدا بتشكيلته الجديدة الشابة أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء ولا بالترشيحات المسبقة، تعطي من يعطيها ويحرث الملعب عرضا وطولا ويلعب بروح وحماس، ونظرة إلى المستقبل وضرورة التواجد في نهائيات روسيا 2018، لذلك حضر المنتخب السعودي بقوة وحقق ما كان غير متوقع في نظر بعض النقاد الذين رشحوا الأزرق الكويتي الشقيق للفوز بل وتخوفوا أن يخسر "الأخضر" بنتيجة ثقيلة خصوصا وهو يواجه المرشح الأول للقب وصاحب الأرض والجمهور الذي يضم نخبة كرة القدم في الكويت، وبعضهم يلعب في الدوري السعودي، مقابل نجوم قلة منهم يمتلك الخبرة في مثل هذه المباريات، فضلا عن لقاء منتخبين خليجيين بينهما تنافس تقليدي قديم ومواجهاتهما ثقيلة فنيا ونفسيا على لاعب الخبرة فكيف الحال باللاعب الشاب الذي وجد نفسه فجأة يلعب هذه المباراة الكبيرة الجماهيرية؟.. ولكن حدث العكس وكان من سوء حظ منتخب الكويت أن تكون أول مباراة له في البطولة وعلى ملعبه الجميل في تصميمه نتيجتها خسارة مؤلمة ولخبطت أوراقه. نجوم "الأخضر" قلبوا الطاولة مبكرا وحضروا بقوة وقدموا عرضا فنيا جميلا معه حضرت روحهم القتالية العالية وحماسهم وقدموا أنفسهم بشكل متميز وأشعروا المشاهد أن هذا هو المنتخب السعودي الأول كما وجهوا رسالة أن "الأخضر" بمن حضر بعد أن تجاوزوا رهبة مباراة الافتتاح الجماهيرية ونقص الخبرة وسجلوا هدفين وأضاعوا العديد من الفرص العديدة خصوصا في الكرات المرتدة التي شكلت خطورة كبيرة على مرمى الأزرق الذي صحا بهدف قلص به النتيجة وضغط بكل ضراوة لكن تألق عساف القرني والدفاع بقيادة عمر هوساوي أبطل خطورة الهجمات الكويتية ونجح نجوم الأخضر في المحافظة على النتيجة والتقدم وجاء الفوز المستحق موجها رسالة إلى بقية المنتخبات أن السعودي سيكون فرس رهان في البطولة وأن الغياب الكبير لنجومه الدوليين لن يكون عائقا أمام الإبداع والتألق ومنح البطولة وهجا فنيا وإثارة وحماسا ومتابعة جماهيرية. نجوم الأخضر عليهم نسيان هذه المباراة والإعداد للمباراة المقبلة بعيدا عن مؤثرات أصداء الفوز على الكويت والثقة المفرطة فالذي انتهى هو مباراة وليس تنافسا على اللقب والمتبقي سيكون أصعب وأهم، ونريد منهم تقديم رسائل أقوى من رسالة الافتتاح، ونعني بذلك تأكيد المنافسة على اللقب.