تتجه الشركات للاستثمار في الرياضة عبر الرعايات والدعايات وغيرها من الأنشطة التسويقية بحثاً عن تحقيق عدد من الأهداف التي من أهمها وأبرزها الظهور الإعلامي المكثف الذي يساهم في زيادة الوعي بعلاماتها التجارية ومنتجاتها المتنوعة، ويعتبر النقل التلفزيوني أهم الأدوات التي تساعد مالكي الحقوق والشركات على تحقيق أهدافها. فالظهور الإعلامي من الأهداف التي لن تتحقق إلا بوجود النقل التلفزيوني ذي الجودة العالية والإمكانيات الكبيرة والإخراج الاحترافي المميز. وفي هذا المقال سنتجاوز أغلب تفاصيل النقل التلفزيوني التي سبق وأن تطرقنا لها في مقالات سابقة، وسنتناول جزئية الإخراج وتحديداً الجزئية التي تمس التسويق الرياضي بشكل مباشر، فحسب مشاهداتي لكثير من مباريات دوري المحترفين السعودي لاحظت أن الإخراج يظلم الجانب التسويقي للمباريات بشكل كبير جداً إذ إن الشركات تدفع مبالغ طائلة للإعلان في الشاشات الإلكترونية حول الملعب ولكن للأسف إن نسبة ظهور هذي الإعلانات في شاشة التلفزيون تكون أقل من المأمول، والسبب يعود للمخرجين الذين يرتكبون أخطاء كثيرة في حق الإعلانات في الملعب من خلال تركيزهم على أمور هامشيه أثناء نقل المباريات كمتابعة الإصابات والتغييرات بشكل مبالغ فيه إضافة إلى تتبع المدرجات بلقطات متكررة تبعد المشاهد عن المستطيل الأخضر وأحداثه الفنية والتسويقية، وقد نجد للمخرجين العذر في ذلك لافقتار الكثير منهم للحس التسويقي ذي الطابع الإبداعي ولعدم وجود الرقابة الصارمة التي تهتم بكافة التفاصيل الفنية والتسويقية. لذا أتمنى من مسؤولي التسويق في الأندية أن يكون بينهم وبين مسؤولي القنوات الناقلة للدوري السعودي تنسيق مستمر للتنبيه على مثل هذه الأخطاء التي تحدث من المخرجين بشكل شبه دائم، كما آمل أن يستشعر المخرجون بأن جمالية المباريات وتسويقها لن يكتملان إلا إذا أبدع المخرج بحس تسويقي بارز. ختاماً يجب أن نعلم جميعاً بأن الإعلام والتسويق عنصران مهمان ومكملان لبعضهما البعض، فالإعلام بدون حس تسويقي ينقصه الاحترافية والتسويق بلا إعلام يفتقد للدافعية والإبداع.