من البديهي أن يترقب الجمهور لحظة بدء عمل صالات السينما السعودية، لكن ترقب المشتغلين في صناعة السينما سيكون مختلفاً بشكل كبير، سواء من المنتجين والموزعين للأفلام الأمريكية والمصرية، أو المستثمرين السعوديين الذين بدأوا من الآن في البحث عن حيز لهم في هذه السوق الجديدة، أو صناع الأفلام السعوديين الذين دخلوا في دوامة البحث عن السيناريو الجاهز لفيلم محلي بمواصفات تجارية. حراك سينمائي غير عادي يعطي مؤشراً لأهمية قرار عودة صالات السينما إلى المملكة بعد غياب لأكثر من ثلاثة عقود. السوق السعودية مؤهلة لأن تكون من أهم الأسواق السينمائية في العالم بعد أميركا والهند والصين، وذلك لاعتبارات لا تخفى على المستثمرين في هذا المجال؛ منها الكثافة السكانية والقوة الشرائية والعلاقة المميزة التي تربط السعوديين عموماً بالسينما من خلال الفيديو سابقاً أو من خلال زيارتهم المستمرة لصالات السينما الخليجية في الفترة الأخيرة. الحجم المتوقع لهذه السوق قفز بالتفاعل مع القرار إلى مستويات عليا حيث احتفت به شركات الإنتاج الأميركية وعلّقت عليه كبريات الصحف العالمية، كما أبدت الشركات ذات العلاقة في الوطن العربي اهتماماً كبيراً بصالات السينما السعودية وفي مقدمتها شركة VOX المشغلة لسلسلة سينمات خليجية شهيرة، إلى جانب تفاعل كبار النجوم العرب وسعادتهم بهذا القرار الذي فتح لهم سوقاً ضخمة، ومنحهم فرصاً كبيرة للعمل والنجاح، وعلى رأس هؤلاء النجم المصري محمد هنيدي. كل هذا التفاعل لم يكن بعيداً عن السينمائيين السعوديين الذين يستشعرون حجم المنافسة القادمة ويدركون أنهم سيدخلون في مواجهة مع أباطرة هذه الصناعة من هوليود إلى القاهرة إلى دبي، وهم الآن في طور البحث عن أفكار لأفلام يعتقدون أنها مناسبة لمزاج الجمهور السعودي الذي لم يختبروه بعد!.