سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
3 أفلام طويلة و9 قصيرة حصيلة الإنتاج الفقير في سوريا ..والفضائيات سرقت جمهور السينما السينما السورية بين سندان التكلفة العالية للإنتاج ومجانية أفلام الفضاء
رغم الإمكانات المالية البسيطة استطاع عدد من المخرجين السوريين تقديم أفلام قصيرة وجدت صدى جيدا عند عرضها ضمن مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الرابع عشر ورغم ان هذه الأفلام لم تحقق الجوائز في مسابقة الأفلام القصيرة إلا أنها تحمل دلالات رائعة عن وجود خامات فنية سينمائية لم تستغل بعد بالشكل المطلوب وفي حين تتغلب الدراما السورية على ما يقدم عربيا في مجال انتاج الدراما قد يأتي الوقت المناسب ليكون لسوريا ثقل سينمائي في هذه الصناعة التي لا يوجد لها سوق كبير كما هو حال الإنتاج الهوليودي ولكن مع وجود شباب متحمسين وقادرين على اكتساب الخبرة في هذا المجال سيأتي اليوم الذي نشاهد فيه الإنتاج السينمائي السوري يأخذ مكانه على خارطة العرض في دور العرض السينمائية في الوطن العربي، كما ان الحال التي يصفها بعض المطلعين على وضع الصناعة السينمائية في سوريا واحتكار هذه الصناعة من قبل المؤسسة العامة للسينما قد ساهم في قلة الإنتاج السينمائي حيث ينتج كل عامين ما يقارب 3 أفلام سينمائية سورية طويلة كما ان المعدات المستخدمة في تصوير هذه الأفلام متأخرة تقنيا عن مايوجد في سوق صناعة السينما وفي مقارنة بسيطة مع الإنتاج السينمائي المصري يتجلى الفرق في عدة نقاط أهمها وجود مساحة حرة للمنتجين في تقديم أعمالهم في سوق يتسم بحرية الإنتاج واتساع سوق العرض لهذه الأفلام فالأفلام المصرية تجد طريقها للعرض في دور العرض الخليجية والوطن العربي كما ان استمرار صناعة الأفلام في مصر ساعد على تثبيت سوق لها وإقبال من رواد السينما في الوطن العربي ولا يخفى أيضا مدى براعة المصريين في صناعة النجوم والذين يضمنون استمرار شباك التذاكر في ترويج هذه الصناعة بينما نجد اعتماد السينما السورية على نجوم التلفزيون المعروفين دون محاولة صناعة نجم سينمائي كما حدث مع محمد سعد ومحمد هنيدي والمرحوم علاء ولي الدين وآخرين . الأفلام السورية الطويلة : الفيلم الروائي الطويل في سوريا يعد صناعة نادرة في الوقت الحالي بينما كان الوضع في السابق اكثر حيوية حيث كان الإنتاج السينمائي السوري اكثر حضورا مع انغلاق سوق العرض وانحصاره في دور العرض السورية وبعض الصلات في الوطن العربي ومن حضور الفضائيات المفتوحة بما فيها من القنوات المتخصصة لعرض الأفلام الحديثة والأكثر تطورا وبشكل مجاني تسبب في سحب الجمهور السينمائي وقد أصبحت السينما السورية غير واثقة الخطى في الاستمرار في عملية الإنتاج بحكم ان الجمهور سيكون عازفا عن الحضور نتيجة التكلفة التي سيدفعها نظير مشاهدة فيلم من الإنتاج السوري بل سيفضل ان يتابع فيلما من انتاج هوليود على إحدى القنوات وهو جالس في منزله . في هذا العام قدمت مؤسسة السينما السورية 3 من الأفلام الطويلة وهي فيلم (علاقات عامة) سيناريو وإخراج سمير ذكرى وتولى تصوير الفيلم الروسي إلسو روك وشارك فيه فارس الحلو وسلوم حداد وسلافة المعمار وديمة قندلفت ونجوى قندقجي وجمال قبش، ويتناول الفيلم علاقة خاصة بين امرأة ورجلين، المرأة مرشدة سياحية، تقود وفودا سياحية تضم أناسا من مختلف البلاد لتريهم المعالم الأثرية لسورية، والرجلان أحدهم رجل أعمال ذو سلطة وجاه، متزوج بالسر من المرشدة السياحية، وهو يطالبها بإسقاط الجنين الذي تحمله في أحشائها منه، والآخر تلتقي به المرشدة في إحدى جولاتها السياحية، فتقع في حبه، وقد بدا لها رجلا خفيف الظل، خدوما ومتواضعا، ولكنها تكتشف أن هذا الرجل الآخر ليس سوى صورة مصغرة وكاريكاتورية عن زوجها السري رجل الأعمال، هذه العلاقة الخاصة بين المرأة والرجلين تختزل الكثير من خصوصيات المجتمع السوري وتناقضاته، وتشابك المصالح والمشاعر فيه، مما يولد مناخا خاصا يحكم حركة الشخصيات فيه. فيلم (تحت السقف) سيناريو وإخراج نضال الدبس وشارك بالتمثيل رامي حنا وسلافة معمار وفارس الحلو ورغدة شعراني وأمل عمران وحلا عمران وأدهم مرشد وغسان سلمان، ويتناول الفيلم قصة مروان وهو مصور أعراس، كان يعيش ساعات طويلة بين أعراس الآخرين وطاولة المونتاج حيث يضع العرسان زوجاً بعد زوج في إطارات من قلوب حمراء أو داخل ورود، مروان لم يتزوج، وغرفته تمتلئ بزيجات الأصدقاء حيث عاشوا في هذه الغرفة وضحكوا وبكوا وناموا وسهروا وتزوجوا وجاءت لحظة لم يعد مروان معها قادراً على الاحتمال، ألم شديد دفعه إلى البحث عن مخرج، البحث عن الحب القديم، البحث عن تقدير الذات، وعن مشروع مهني، أو تغيير جذري يفسح المجال لبدايةٍ جديدة، وفيلم (عشاق) للمخرج حاتم علي . الأفلام السورية القصيرة : 9 أفلام قصيرة شاركت في مسابقة الفيلم القصير وقد نالت هذه الأفلام رغم قصرها إعجاب الجماهير التي حضرت العرض وقد تكون قلة تكلفة الإنتاج لهذه الأفلام التي اعتمد في صناعتها على كاميرات الديجتل ساهمت في وجود هذا العدد الذي يفوق انتاج الأفلام الروائية السورية الطويلة المشاركة في المهرجان وقد استمدت اغلب مواضيع هذه الأفلام من قصص المجتمع السوري بما فيها من فقر وصراعات بين قوة المال وسلطة الجاه وشرائح المجتمع الكادحة، ورغم ان هذه الأفلام لم تحقق جوائز في مسابقة الأفلام القصيرة إلا أنها تبقى علامة مميزة في حركة السينمائيين السوريين الشباب نحو البحث عن متنفس لأفكارهم وطموحاتهم . وهذه الأفلام هي فيلم (قصة حب عتيق) من إخراج نضال دوه جي ويتناول الفيلم قصة توأمين سياميين ملتصقين ببعضهما ظهرا إلى ظهر. إنهما يحبان الفتاة نفسها ويخوض كل منهما صراعا ضاريا مع ذاته. عبر ذلك نتعرف على الحياة اليومية لهذين التوأمين ومعاناتهما. فيلم (أحلام منتصف الظهيرة) إخراج غسان عبد الله وتمثيل سمر سامي وفارس الحلو ونسرين طافش، يتحدث الفيلم عن سيطرة الإعلان التي بلغت ذروتها فباتت تغزو حتى المخيلة حيث يصور الفيلم مجموعة من الناس ينتظرون الحافلة إلى جانب شارع ضيق فتثير الإعلانات التي يقفون أمامها مخيلتهم ليصبح كل منهم بطلا للإعلان الذي أثر فيه حتى تمر بهم سيارة مسرعة ترشقهم بالماء الذي تجمع في حفرة أمامهم فيستفيق كل منهم من حلمه داخل لوحات الإعلانات الضخمة. فيلم (شغف) إخراج حاتم علي وتمثيل منى واصف ورامي حنا وكندة علوش وحسن عويتي، يتحدث الفيلم عن مشكلة الشباب في الحب والزواج بأسلوب روائي شفاف فيتعرض لعلاقة حب حميمة تربط الفتاة ليلى بعامر حيث ليلى فتاة عادية توفي أبوها منذ سنة وتعيش مع أمها في منزل بسيط وتعمل في دائرة حكومية وتحلم بأن تتزوج من عامر وهو سائق سرفيس بسيط في منتصف العقد السادس يلتقيان تباعا أثناء ذهابها إلى العمل أو عودتها منه في السرفيس حيث تصعد وتجلس إلى جانبه ليقتنصا ما أتيح لهما من وقت ويعبرا عن مشاعرهما . فيلم (عن الحب) إخراج وليد حريب وتمثيل أنطوانيت نجيب وسوسن أرشيد والبير حلال ومازن الفيلم هو فكرة عن الحب والشغف يطرحها الفيلم عبر صورة رمزية مكثفة جدا وفيها الكثير من الألم حيث يصور حالة عجوزين يلتقيان في حديقة عامة تلتقي نظرتهما وما أن يشعرا بالحب حتى يسود الشعر الأبيض ثم تزول التجاعيد ليتحولا إلى شاب وصبية، يتنهدان من حرارة الحب فيرميان عكازيهما ويتعانقان بشوق كبير وعندما يحاول الشاب تقبيل الصبية يتعرضان لسخرية كل من في الحديقة فيعودان إلى مكانيهما بخجل وعتب وألم . فيلم (وراء الوجوه) سيناريو وإخراج أيهم عرسان وتمثيل ليلى جبر وهناء نصور ولوري أبو أسعد وريم زينو ورغدا شعراني ورنا أبيض، يصور الفيلم حالات متباينة لعدد من النساء يتناوبن في الدخول إلى حمام خاص بدار سينما حيث المرآة بداخل الحمام هي عين الكاميرا التي ترصد وجه كل امرأة على حدة فتعكس حقيقتها المضطربة لنكتشف أن جميعهن ينتظرن بدء عرض الفيلم الذي يحكي قصة بيت برنا ردة ألبا عن مسرحية لوركا الشهير. فيلم (البطريق) سيناريو واخراج فجر يعقوب وتمثيل بسام كوسا ونادين سلامة ورامز عطا الله ورامز الأسود والطفلة سونا الفيلم يتناول سمكة برتقالي تعبر حوضا خاليا من الأشواق تنام وتحلم لأنها تشعر بالاختلاف ينكسر الإناء المدور، تقع السمكة على الأرض وتبدأ قصة الفتاة الشابة من هناك، عندما يقوم البطريق بثورته على طريقته . وفيلم (رتل كامل من الأشجار) سيناريو وإخراج طلال ديركي وتمثيل محمد الأحمد ونادين سلامة ورامي فرح يحكي الفيلم قصة شاب ولاعب متميز في فريق لكرة القدم يقرر السفر خارج بلده تاركا زوجته بسبب حالة قوية من الإحباط والتعب فتغضب وتستهجن فكرة قدرته على تركها وحيدة وتخبئ عنه خبر حملها لأنها تريده ان يبقى من اجلها هي لا من اجل أي شيء آخر وعندما يقرر البقاء تعتقد انه لم يحصل على السماح بالسفر فتحزن من اجله وتخفف عنه لكنه يؤكد لها انه قرر البقاء من اجلها هي ثم من اجل نبأ حملها الذي أخفته عنه رغم اللاجدوى التي عبر عنها المخرج بتصويره للمكان على انه مكان موحش ليس فيه سوى رتل من الأشجار الجرداء. وفيلم (إشارة استفهام وتعجب) وهو فيلم كرتوني قصير للمخرج مروان الكرجوسلي ويطرح الفيلم عدة تساؤلات وهي لماذا يقتل الإنسان أخاه الإنسان ولماذا يجد الإنسان دائما المبررات للقتل؟ تلك التساؤلات من خلال استعراض لعدة حالات قتل عبر تاريخ البشرية والى الآن ودائما هناك المبرر الذي يجده الإنسان للقتل . وفيلم (مذكرات رجل بدائي) وهو فيلم رسوم متحركة سيناريو وإخراج موفق قات، يتناول الفيلم تحولات الإنسان من البساطة إلى التعقيد ومن ثم عودته إلى البساطة فيلم عن إعادة تكرير الأشياء كما النفايات يعاد تشكيلها وكذلك إنسان العصر الحديث . صالات السينما في سوريا رغم قلة صالات السينما في سوريا وانحصارها في العاصمة السورية دمشق إلا ان هذه الصالات لا ترتقي ومستوى صالات السينما في دبي أو ابو ظبي مثلا كما ان نظام العرض المستخدم في عرض الأفلام قديم جدا ولا يواكب مستوى الحديث في عرض الأفلام بأنظمة الصوت والصورة الحديثة وقلة الصالات المكيفة قد ساعد على عزوف محبي السينما عن الحضور لهذه الصالات حيث لا تزال السينما مؤسسة عامة في سوريا ولم يتم حتى الآن طرح مشروع تخصيص هذا القطاع وفتحه أمام المستثمرين الذين في حال دخلوا مجال الاستثمار في صالات السينما سيتغير الوضع إلى الأفضل .