شنت الصحف الإماراتية هجوماً إعلامياً رداً على التصريحات المسيئة التي تفوه به الرئيس التركي رجب اردوغان على العرب وتحديداً دولة الإمارات العربية المتحدة مستخدماً أساليب الخداع والكذب والتزييف التاريخي متانسياً ما خلفه عصر الاحتلال والتجهيل العثماني الذي جثم على صدر الأمة العربية على مدى أربعة قرون كاملة ترك خلفه ورثاً كبيراً من الجهل والتخلف والديكتاتورية والسجون السرية وثقافة التعذيب. حيث دان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، تهجم الرئيس التركي على تغريدة أعاد نشرها وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عن تركيا وماضيها الاستعماري في البلاد العربية. وقال الشيخ سيف في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "لا أحد يستطيع تغيير التاريخ المعاصر وحقائقه ولو بعمالته المعروفة لتغيير الشرق الأوسط، لأن الواقع والمستقبل يصنعه الرجال". وقال مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، د. علي بن تميم، "كلنا عبدالله بن زايد في وجه طرابيش الظلام، وأوهام الإمبراطوريات البائدة، الإمارات والمملكة تقفان معاً وستظلان معاً شوكة في خاصرة إخوان الإرهاب وتجار الدين الذين تسللوا من أقبية الماضي البائد إلى حاضر يلفظهم". وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحقوق الإنسان محمد سالم الكعبي أن "إقدام العثمانيين على تهجير العرب في العام 1916 يعتبر جريمة إنسانية ارتكبت بحق العرب من قبل من كانوا يتخذون من الإسلام شعاراً وستاراً ليحكموا المنطقة ويسيطرون على مقدراتها". وأضاف الكعبي أن "التهجير الذي أطلق عليه ضمن الوثائق التاريخية اسم "سفربرلك" أي التهجير الجماعي هو مخالف للشريعة الإسلامية التي تستر العثمانيون خلفها، فقد كانوا يدعون أن نهجهم إسلامي لكنهم كانوا مخالفين لهذا النهج وسعوا من خلال التهجير الجماعي إلى ضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة وتجويع السكان العرب والمسلمين الرافضين لعنصريتهم خاصة في فترة زمنية بدأت معها الاستفاقة العربية ورفضت وقوعها تحت الحكم العثماني وقررت الثورة عليه لتنطلق وقتها الثورة العربية الكبرى الرافضة لاستغلال الدين واستخدامه كأداة من أجل تبرير حكم العثمانيين. وقال الكعبي: "سيرة العثمانيين التاريخية في المنطقة والمناطق التي حكموها كانت قائمة على القمع والإبادات فقد سجل التاريخ جريمتهم ضد الأرمن وجرائم أخرى ارتكتبت في مناطق الشام والجزيرة العربية، لكن للأسف هذه الجرائم لم يتم توثيقها وتسجيلها بالطريقة الصحيحة نظراً لظروف ذاك الزمان". ودعا الكعبي المؤرخين إلى ضرورة العمل على توثيق تاريخ تلك الفترة من الحقبة التي حاول العثمانيون تصوير أنفسهم فيها على أنهم رافعو راية الإسلام ليرسخوا هيمنتهم في المنطقة العربية ويخلفون صورة سوداوية بأفعالهم، لذلك يجب توثيق هذه الفترة وتعليمها للأجيال المقبلة. وقال الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي ضرار بالهول الفلاسي في تصريحات صحفية: "إن الموقف التركي من القضية الفلسطينية عموماً وقضية القدس "اتسم على الدوام بالمزايدة الرخيصة وعدم المصداقية، وأبرز مثال على ذلك هو تدريب طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، التي تقصف غزة في منطقة الأناضول التركية بموافقة وعلم إردوغان نفسه القائد الأعلى للقوات المسلحة التركية". وأضاف الفلاسي: "مَن تابع موقف إردوغان بعد القرار الأميركي بخصوص القدس يكتشف بسهولة مسألة المقامرة السياسية التي قام بها، حيث زايَدَ في البداية على الدول العربية مدعياً قطع العلاقات مع إسرائيل إذا صدر القرار الأميركي، ثم ادعى أنه سيُنشِئ سفارة في القدسالشرقية، قبل أن يتراجع بعد أن اكتشف الناس أن قنصليته هي في القدس الغربية وليس في الشرقية كما زعم"، وقال: "لا بد من التذكير هنا أن القوات التركية هي مَن سلَّم القدس وفلسطين كاملة للاحتلال البريطاني عام 1917 دون مقاومة". وقالت جريدة الخليج الإماراتية "سجل التاريخ المأساوي لترحيل الآف من السكان باسم "سفر برلك" في العام 1916 والتي تعني لغوياً بالعربية "الترحيل الجماعي"، ونفسياً كل الألم والاغتراب والشتات. وبينما تؤكد الذاكرة التاريخية العربية أن "سفر برلك" كان تهجيراً جماعياً قسرياً، يحذرنا التاريخ التركي من اعتماد كل الروايات المطروحة عن هذه الفترة التي كتبها مؤرخون إنجليز لا تؤمن نواياهم وأغراضهم. وإذا كانت الروايات التاريخية تختلف باختلاف الرواة والمفسرين، فإن الصورة على أرض الواقع تتحدث عن نفسها ولا تحتاج إلى من يؤرخها، ولا إلى من يحرفها ويزيفها، ولا تنتظر من يلوي عنقها لصالحه ووفقاً لأهوائه. د. علي بن تميم محمد سالم الكعبي ضرار بالهول الفلاسي