لم يكن من الوارد ان تستضيف الكويت بطولة كأس الخليج العربي في كرة القدم "خليجي 23"، الا ان أحداث الأسابيع الأخيرة أعادت لحامل اللقب عشر مرات (رقم قياسي)، فرصة اختبار "فرح" اللعبة بعد إيقاف دولي لأكثر من عامين. بين 22 ديسمبر والخامس من يناير، ستكون الكويت مسرحا لأبرز بطولة كرة قدم خليجية، والتي تعود بعد ثلاثة أعوام على النسخة الأخيرة في السعودية التي أحرزت لقبها قطر، ونقلت الى الكويت بعد رفع الايقاف الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" عليها منذ عام 2015. وسيتيح ذلك مشاركة كل منتخبات السعودية، والامارات، والبحرين، وقطر، الكويت، وسلطنة عمان)، إضافة الى العراق واليمن، أي المنتخبات الثمانية التي درجت العادة ان تخوض غمار البطولة التي تقام غالبا مرة كل عامين. وقال رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف في تصريحات صحافية: "البطولة ستشهد مشاركة جميع المنتخبات، وهو ما يسعدنا ويعد نجاحا كبيرا ونأمل ان تشاركنا دول الخليج احتفالاتنا برفع الإيقاف عن الكويت، وقلوبنا وأيدينا مفتوحة لاستقبالهم". ولم تكن مسيرة "خليجي 23" يسيرة قبل ان تحط الرحال في الكويت. فمن إيقاف مفروض على الاتحاد المحلي من قبل نظيره الدولي منذ 15 أكتوبر 2015، إلى رفع الإيقاف في السادس من ديسمبر 2017 وقرار نقل البطولة من قطر، عاشت الكرة الكويتية أسوأ فتراتها، وهي متحفزة حاليا لاختبار أيام أفضل. وبعد أكثر من عامين على إيقاف على خلفية التدخل السياسي في الشؤون الرياضية، "انفرجت" الأزمة أخيرا مع إقرار مجلس الأمة في الثالث من ديسمبر قانونا جديدا للرياضة، قال المسؤولون انه يتوافق مع متطلبات الفيفا والمعايير الدولية، وأتى بعد أشهر من المفاوضات مع "الفيفا" وهيئات دولية. وبعد أيام من صدور القانون الجديد وإرساله الى "الفيفا"، وصل رئيس الاتحاد الدولي السويسري جاني إنفانتينو بشكل مفاجئ الى الكويت في صباح السادس من الشهر الحالي، ليزف بشرى رفع الإيقاف. وقال انفانتينو مع ابتسامة عريضة: "الايقاف المفروض على الاتحاد الكويتي لكرة القدم قد رفع"، في شريط مصور انتشر على مواقع التواصل، الى جانب وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان. وبعدها بثلاثة أيام، أعلن اليوسف استضافة بلاده ل "خليجي 23". وأوضح في بيان أصدره الاتحاد: أبلغت برغبة حضرة صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح بتنظيم كأس الخليج بمشاركة السعودية وجميع المنتخبات، عن طريق رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم". وفي غياب السعودية والإمارات والبحرين كان من غير الممكن إقامة البطولة نظرا لأن قوانينها تتطلب وجود خمسة منتخبات على الأقل، الا ان الدول الثلاث نفسها أبدت استعدادها للمشاركة في الكويت التي كانت المضيف الأساسي للبطولة، الا ان الحكومة اعتذرت عن استضافتها بسبب الإيقاف، ما دفع إلى نقلها الى قطر. واعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي رئيس اللجنة المنظمة للبطولة أنس الصالح خلال زيارته معسكر المنتخب الوطني الأسبوع الحالي، ان استضافة "خليجي 23" هي "فرح ومناسبة سعيدة وقال: "العمل متواصل ليل نهار في مدة قصيرة جدا"، وسخرت السلطات معظم أجهزتها لإخراج الحدث بالصورة المطلوبة. وأعلنت وزارة الداخلية ان أبواب استاد جابر الدولي ستفتح بدءا من الأولى بعد ظهر الجمعة، أي قبل أكثر من خمس ساعات من موعد المباراة الافتتاحية بين الدولة المضيفة والسعودية وصيفة 2014، والتي تشارك في هذه البطولة بتشكيلة من اللاعبين غير الأساسيين. وسيكون الدخول إلى كل المباريات مجانيا بعد تكفل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتغطية مصاريف البطولة كافة. وتضم المجموعة الأولى الكويت والسعودية والامارات وسلطنة عمان، فيما تضم الثانية قطروالعراق والبحرين واليمن. وتحمل قطر اللقب بعد فوزها على السعودية 2-1 في نهائي بطولة 2014.