حسم مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام الشاعر أحمد الملا اللغط الذي أثير حول بقائه في إدارة الجمعية، مؤكداً بأن رحيله نهائي ولا رجعة فيه مع نهاية العام 2017م. الملا الذي يودع الجمعية بعد أربع سنوات حافلة بالإنجاز، سيترك بصمة مغايرة، لاشك بأنها ستبقى في ذاكرة المشهد الثقافي والإبداعي السعودي. فمن إطلاق مهرجان "أفلام السعودية" إلى تنظيم أربعة مهرجانات فنية أخرى، والتي لم تحول جمعية الثقافة والفنون بالدمام إلى خلية نحلٍ لا تهدأ وحسب، بل حولت فرع الدمام إلى مركز ثقافي وفني تتجه له الأنظار داخل وخارج المملكة. مع مهندس هذا الحراك كان ل"الرياض" حوار مطول: * أعلنت سابقاً نيتك ترك إدارة فرع الجمعية بالدمام، لكن هنالك أنباء تشير إلى مطالبات ببقائك لعام آخر؟ خبر استقالتي ليس جديداً، فمنذ تسلمي العمل التطوعي مديراً لجمعية الدمام كان شرطي الوحيد في الاتفاق مع مجلس الإدارة على أن تكون الفترة لمدة أربع سنوات فقط. كنت حريصاً جداً على تأسيس عمل ممنهج يقوم على تسهيل التركة الإدارية بما يضمن استمرار فعاليات الجمعية بل ويهيئ لتطويرها. وهو ما تم العمل عليه منذ عام تقريباً بتجهيز كل المتطلبات الإجرائية للمرحلة المقبلة، بما فيه الاستثمار في الجهاز الإداري القادم. * إذن المسألة محسومة بالنسبة لك؟ نعم.. وأقدر بكثير من الاحترام والتقدير الأخ العزيز د. عمر السيف رئيس مجلس الإدارة والذي تقبل استقالتي على مضض ولكن بتفهمه النبيل، وأتمنى له التوفيق في مهمته الكبيرة خاصة في سياق المرحلة الحالية والمبشرة بمستقبل مشرق للثقافة والفنون. وأؤكد أن خروجي عن إدارة الجمعية بالدمام نهائي وهو ليس اعتذاراً من وجهة نظري بل انتهاء مدة خططت لها، كما أنني لن أكون بعيداً عن المشهد بل جزءاً منه. * هل لديك تصور كيف سيكون حال فرع الدمام بعد تركك له، خصوصاً وأنه فرع بارز بين فروع الجمعية؟ كلي ثقة بأن الجمعية بالدمام ستسير بحال أفضل متى وجدت الدعم اللازم. وزملائي فيها مؤهلون للقيام بما تتطلبه المرحلة وهم أهل لذلك علماً بأن جميع منتجات الجمعية الكبرى والفعاليات الصغرى "من حيث حجم العمل الإداري" تم إعدادها في نماذج تطبيقية قابلة للتنفيذ بيسر وسهولة بدءاً من هوية كل منتج ومروراً بخطة التنفيذ الزمنية وخطة التمويل والمحتوى. نعم العبء كبير في جمعية الثقافة والفنون بالدمام حيث يتم تسيير وإدارة خمس مهرجانات على مستوى الوطن ولكل واحد منهم هويته المستقلة والواضحة إضافة إلى نشاطات مستمرة طوال أيام الأسبوع فجمعية الدمام لا تتثاءب. وحسب رأيي الشخصي لو حدث تقصير في المستقبل بسبب إداري فإني سأكون مستاء من نفسي لعدم تحقيق الاستمرارية للعمل المؤسسي وليس الفردي وسأكون قد أخفقت في ما أريده. لكني على ثقة بالإدارة القادمة وبمعطياتها الذاتية يسندها التحسن الملحوظ للظروف المحيطة وأتمنى لهم كل النجاح والتوفيق. * ماذا عن أولوياتك الثقافية في مرحلة ما بعد ترك الجمعية؟ استراحة المحارب ربما.. في حضن العائلة، ثم الالتفات لما فاتني من قراءات تراكمت كتبها، كما لدي أكثر من مشروع شعري مؤجل. هذه حديقتي وأتخيل مقعداً مريحاً وفسحة من الهدوء. * مهرجان "أفلام السعودية" مرتبط باسمك، كيف سيكون موقعك من هذا المهرجان؟ بحثت مع إدارة الجمعية عن صيغة تناسب الطرفين وتقوم بالدور المطلوب ليستمر المهرجان في نسخته الخامسة بما يليق بالمرحلة الجديدة. * لأحمد الملا خبرة وتجربة في إدارة العمل الثقافي، كيف يمكن استثمارها مستقبلاً؟ نعم.. عملت في إدارة عدد من المؤسسات الثقافية ومستشاراً في أخرى مثل الجامعات، النادي الأدبي، جمعية الثقافة والفنون، الأندية الرياضية ومراكز ثقافية سعودية وعربية، وقدمت ما رأيته في كل منها حسب طبيعة وإمكانيات كل مؤسسة. أعد نفسي للمساهمة بأدوات المرحلة القادمة والتي نرى بوادرها مضيئة وواعدة بازدهار ثقافي وفني على مستوى الوطن.