مع انهيار قوات تنظيم داعش في سورية والعراق حوّلت إدارة ترمب تركيزها إلى ما تعتبره تهديداً يواجه حلفاء أميركا في الشرق الأوسط وهو الخطر الإيراني حيث قالت صحيفة "الوول ستريت جورنال" الأميركية إن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر سيعلن بداية السنة المقبلة عن خطة ترسم استراتيجية متكاملة لسورية وبحسب الوول ستريت فإن ماكماستر سيعلن عما إذا كانت قوات إيران الهدف المقبل لل 2000 جندي أميركي المتواجدين في سورية كما كان قد صرح في ندوة قبل أيام بأن أميركا تواجه "جيش إيراني بالوكالة يتنامى نفوذه على الحدود السورية" وكان وزير الدفاع جيم ماتيس قد صرّح مؤخراً بأن القوات الأميركية ستبقى في سورية في المستقبل المنظور مضيفاً بأنه قد تتم الاستفادة منها لمنع إيران من توطيد وجودها العسكري في سورية أو إقامة طريق آمن في جميع أنحاء البلاد يسمح لطهران بنقل أسلحة متقدمة إلى ميليشياتها على الحدود السورية. وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة فكرية في واشنطن لها علاقات وثيقة مع إدارة ترامب، "إن الوجود العسكري الأميركي في سورية يجب أن يكون مركز الثقل لاستراتيجية تحييد إيران في المنطقة" مضيفةً بأنه لن يكون هناك نفوذ سياسي طارد لإيران دون قوة عسكرية أميركية على الأرض. وفي حين رسم الرئيس ترامب خطة واسعة في تشرين الأول / أكتوبر لمكافحة نفوذ إيران، فقد ركز الجيش الأمريكي على القضاء على معاقل داعش في سورية والعراق المشروع الذي سمح لإيران بزيادة نفوذها، وخاصة في سورية. حيث يقدر مسؤولو الإدارة أن طهران وحلفاءها يوفرون الآن 80 % من المقاتلين لنظام بشار الأسد وبحسب بعض التقديرات، هناك حالياً 125 ألفاً من القوات الإيرانية في سورية. ومع وصول إدارة ترمب إلى البيت الأبيض أظهر الجانب الأميركي ولو بشكل محدود استعداده لمواجهة إيران مباشرة في سورية حيث أسقط الجيش الأمريكي خلال الصيف الماضي طائرتين مسلحتين إيرانيتين طارتا بالقرب من القوات الأمريكية العاملة في جنوب سورية كما قصفت طائرات تابعة للتحالف أرتالاً تابعة لميليشيات إيرانية لأكثر من مرة عدا عن 100 ضربة جوية على الأقل خلال سنة واحدة نفذها الجانب الإسرائيلي على قوات تابعة لإيران في سورية لم ترد على الجانب الإسرائيلي بل وأنكرت قتلاها في غارات إسرائيلية في معظم الأحيان. وعلى الجانب السياسي من الملف السوري أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا عن فشل المحادثات بين ممثلي المعارضة والنظام السوري بعد ثلاثة أسابيع تقريباً من المحاولة معبراً عن خيبة أمله بسبب تفويت فرصة ذهبية للسلام على حد قوله بينما يرى مراقبون أن هذا الفشل في الوصول إلى أي حل مع النظام السوري بعد سبع سنوات من المحاولة ليس جديداً حيث يعمل وفد النظام باستمرار على عرقلة المحادثات من خلال رفض معظم بنودها الجوهرية كما أضعف هذا الفشل موقف الأممالمتحدة التي بدت عاجزة عن التقريب بين وجهات النظر في ظل انقسام المعارضة بين صقور متمسكين برحيل النظام بكل أركانه فوراً ومعتدلين يقبلون بإزالة النظام تدريجياً من جهة، ووفد النظام السوري من جهة أخرى والذي تعزز موقفه في السنة الأخيرة بالانتصارات العسكرية ميدانياً.