كنت ومازلت داعما لإقامة واستمرار دورة الخليج، لكنني كنت ضد توسيع قاعدة المشاركة بها بشكل مستمر، واراها بطولة خليجية صرفة مكونة من خمس غتر وعمامة واحدة، لكنها توسعت مما أفقدها خصوصيتها التي كانت تتميز بها وغدت بطولة ذات نفس عربي أكثر. الخليج يمر حاليا بفترة حساسة ودقيقة نتيجة للأوضاع السياسية داخل مجلس التعاون ولهذا لم أتحمس لإقامة البطولة في هذه الفترة وكان يمكن تأجيلها، لكن حماس الدوحة لاستغلال البطولة ضمن أوراق الصراع القطري الخليجي دعاني أتمنى عدم استمرارها لأن إقامة الدورة في قطر هذه الفترة سيعزز من تمزق مؤسسة مجلس التعاون أكثر واستخدامها ضد هذا وذاك وهو أمر مرفوض شعبيا في المنطقة. الجهد السعودي المحمود في نقل دورة الخليج إلى الكويت كان إنقاذا لبطولة تاريخية تحمل ذكريات لا تغيب عن ذاكرة كل مسؤولي الخليج من رياضيين ومن قبلهم سياسيين، وعندما أقيمت الدورة في فترة سياسية دقيقة فإن آثار هذا الوضع السياسي وصلت إلى كواليس البطولة. حدث هذا في انسحاب العراق من دورة 1982 في أبوظبي أمام الكويت أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وفي دورة الكويت 1990 عندما انسحبت السعودية بسبب فكرة غبية تم من خلالها استخدام تعويذة للبطولة لها إسقاط سياسي تاريخي، ولهذا فإنني تمنيت تجميد دورة 2017 حتى تهدأ النفوس لكن كان لدول الخليج رأي آخر خصوصا السعودية الشقيقة الكبرى ومعها الكويت المستضيف الجديد والذي عاد إليها حق الاستضافة بعد رفع الإيقاف الدولي عنها. مشاركة السعودية بمنتخب "رمزي" يذكرني بمشاركة حدثت في دورة الخليج في قطر عام 1976 لكنني أتوقع نتائج مختلفة هذه المرة، فهذا "الأخضر" مليء بالمواهب التي لا نريد منها تحقيق البطولة بقدر ما نحتاج بروز موهبتين أو ثلاثة يمكن لها أن تشكل رافدا كبيرا للمنتخب قبل الذهاب إلى كأس العالم في روسيا، ولهذا فإنني أتمنى التعامل مع دورة الخليج ونتائجها من قبل الشارع الرياضي بشكل متوازن، أهدافنا أكبر من كأس البطولة وإذا تحقق هذا الكأس، فلن يكون خبرا مفاجئا.