الأدب لا يُطعم خبزاً، ولا يأكُل المرء من فُتات أوراقه، فما الذي يحفز الأديب والمثقف لاستمرار العطاء؟ رامياً بنفسه في طاحونةٍ فكرية تعتصر ذاته وجهده، وتسرق منه وقته الذي يفنى قبله أحياناً، رغم ما يعانيه من شظفِ العيشِ..؟ إنه حب الوطن، والرغبة في امتدادِ السيرةِ والمسيرة العلمية والثقافية والفكرية، لتكون رافداً من روافدِ المعرفة التي ينهل منها الأجيال جيلاً بعد جيل. وقياساً على أعمالهم التي نهضت بمستوى الأدب السعودي في شتى مجالاته، فإن المثقفين مازالوا يأملون بتقدير جهودهم، ومراعاة ظروفهم التي يتجاوزونها غصباً بتفعيل صندوق المثقفين.. أو "صندوق الوفاء" كما أسماه بعض من تحدثوا للرياض من الادباء والمثقفين والمنتمين للوسط الاعلامي، متفائلين باهتمام معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد بهذا الصندوق عند لقائه بهم في نادي جدة الأدبي العام المنصرم. "إنصاف ومصداقية" أوضح الدكتور عبدالله عويقل السلمي رئيس نادي جدة الأدبي أن صندوق المثقفين هو الأمل الذي بشر به معالي وزير الثقافة والإعلام، حينما ألتقى المثقفين بأدبي جدة، وبالتأكيد أنه محل اهتمام الوزارة. وهناك عوامل أخرى تعين على تفعيله بحيث يتبلور من خلال الملتقيات الثقافية، ومعارض الكتب ويسجل من خلالها انطباعات المثقفين ورغباتهم ثم بعد ذلك حصر من لدية ظروف مادية، وعمل قوائم تشمل الجميع. وتكون هناك متابعة لتقصي مدى ما يحتاج إليه ذلك المثقف بكل إنصاف ومصداقيه. سواء كانت مساعدات مالية أو صحية أو سكنية أو غيرها من المساعدات التي يتطلبها. والأفضل أن تشكل لجنة مختصة من الوزارة، تضم عددا من المسؤولين، لتقديم مرئياتهم ودراساتهم لمعالي الوزير. وأضاف السلمي: لابد أن يكون "الصندوق" له شروط وضوابط، بحيث يكون له مهام محددة فقط. وأن يفتح باب التبرعات من رجال الأعمال وغيرهم. وفق أنظمه ولوائح دقيقه وحساب موحد يوزع على المهتمين بهذا الشأن. "نقابة المثقفين" وقال الفنان التشكيلي عبدالله حماس: فكرة "صندوق المثقفين" ممتازة في حالة اعتمادها، ولو أنها متأخرة. فمعظم الدول العربية تطبق هذا الصندوق من خلال ما يسمى بالنقابات أو الجمعيات وتسميه نقابة المثقفين أو جمعية المثقفين. ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد سبق وأن تحدث عن إقامة صندوق للمثقفين لدعمهم خلال لقائه بمثقفي جدة في وقت سابق. وربما يكون هذا "الصندوق" سببا في حل معضلة تواجه مثقفا جار عليه الزمن من خلال الدعم المادي او غيره ، وأتمنى أن تنفذ هذه الفكرة في أسرع وقت ممكن. "صندوق الوفاء" وقال الدكتور عمر الجاسر مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة: أنا أسميه صندوق الوفاء، وأملي أن يرى النور قريبا، ليكفل حياة كريمة لكل مبدع خدم الوطن، وهذا الموضوع تم طرحه إعلاميا منذ فترة طويلة ووعد معالي وزير الثقافة والاعلام خيرا في هذا الاتجاه وهذا مانرجوه ويتطلع له كل مثقفي البلاد الذين نذروا انفسهم لخدمة وطنهم في صناعة الفنون والاداب بأشكالها واجناسها المختلفة. "برامج انسانية" وتحدث الناقد محمد بن سالم الكناني قائلا: لست مع هذا الاقتراح، أرجو ألا يخوض المثقفون في أمر كهذا. المثقف يفني جل عمره أو كله في خدمة الثقافة ورفعة شأن الحركة الثقافية في البلاد. وسوف يكون المثقف المستفيد من "صندوق المثقفين" محل شفقة وهذا بالتالي لن يرضيه حتى وإن قبل بالمعونة على مضض. ثم هل سيكفي مبلغ المعونة أسرة المثقف ويغنيها عن سؤال المحسنين؟ . يمكن أن تتبنى الوزارة برامج إنسانية داعمة للثقافة، يعود ريعها على المستفيدين منهم بشكل مكافآت شهرية. وأوضح أن المثقف يحتاج وقوف الوزارة خلفه لتسعى جاهدة في تقديم الخدمة الصحية التي تليق به، وتتكفل بمن يعولهم إن هو عجز عن الكسب الذي ينفق من خلاله على نفسه وعلى أسرته. إن لكم أن تستشعروا حجم التقدير الذي سوف يلمسه المثقفون وأسرهم في حال انبرت الوزارة لانتشال أسرة مثقف عاجز أو متوفى، ولكم أيضا أن تتخيلوا أثر ذلك على عطاء المثقفين الذي ينعكس على نهضة الوطن على الصعيد الثقافي. "استراتيجية ثقافية" وقال الاعلامي عبدالله الدوسي : صندوق المثقفين هو الأمل الذي ينتظره الكثير من المثقفين الذين أجبرتهم ظروف الحياة على الابتعاد عن الساحة الثقافية وأصبحوا في حاله مادية وصحية يرثى لها. ويتطلب الامر طرح أفكار وآراء جديدة، وكيفية وضع حلول للمشاكل التي يواجهها المثقف حتى لا نراه في يوم من الأيام وحيدا، أو يتخلى عن مادته الادبية التي هي جزء من نهضة ابناء البلد فكريا وثقافيا وعلميا، بتقديم الدعم المادي والمعنوي له. ولا يزال الأدباء والمثقفون ينتظرون رسم استراتيجية واضحة للحركة الثقافية في المملكة، ومايهمه من قضايا اهمها وليس آخرها صندوق مساعدة المثقفين. "صندوق الأديب" وأكد محمد بن عبدالله بودي رئيس مجلس رؤساء الأندية الأدبية على أن مشروع تخصيص صندوق للمثقفين لمساندتهم قد تمت مناقشته في عدد من المنابر والملتقيات والاجتماعات التي تؤكد على إنشائه، فلا يخلو أي مؤتمر للأدباء والمثقفين أو ملتقى يجمعهم إلا وتكون من توصياته إنشاء صندوق "الأديب" وهي التسمية التي تم تداولها في حينها. وأضاف بودي مما لاشك أنه مشروع نبيل يحمل أسمى معاني الوفاء للأدباء وأفضل حالات الرقي الإنساني في المواساة والحفاظ على الكرامة، لكنه للأسف لم يتم تحويله لواقع ملموس، يسن له تشريع نظامي وآلية عمل وجهة تنفيذ وإشراف. وهو يحتاج الى قرار رسمي من وزير الثقافة والإعلام يتضمن إنشاء هذا الصندوق وتخصيص ميزانية مستقلة. هذا مانحتاجه الآن وكلي أمل أن يحدث من لدن معالي الوزير د. عواد العواد، الذي لن يتردد في تبني هذا المشروع في والمضي به لتحويله واقعاً حقيقياً يسجل لمعاليه كمنجز للأدباء ينال به تقديرهم ويحفظون له قراره النبيل. "أوسمة وجوائز" وأبان د. عبدالرحمن السلمي: أن صندوق دعم المثقف من الأفكار الرائدة، التي تعزز من مكانة المثقف وتنمي فيه شعور بالتقدير والمكانة. إضافة إلى أنه حافز مهم يشجع على الإنجاز والإبداع. فالفنون لكي تنضج تحتاج إلى عقول واعية، وهذه الفكرة يمكن أن تلبي حاجات المثقفين الحياتية وتمنحهم الوقت والجهد لكي يتفرغوا لمشاريعهم البحثية والإبداعية. وآمل أن توضع آليه واضحة لدعم المثقفين وتحديد مساراتهم الإبداعية في الشعر والنثر والفكر، ويشمل ذلك كتّاب الصحف، والمؤلفين. ويمكن أن يتبنى الصندوق تنمية مواهب الشباب المبدعين الذين لم تتيسر لهم بعد فرص العمل. وقال السلمي: آمل أن يلتفت الصندوق إلى ذوي الظروف الصحية والمادية الصعبة. ويمكن أن يعمل الصندوق على تقديم تسهيلات وتخفيضات حقيقية، خاصة بهذه الفئة ويمكن أن يكون من أعماله تقديم هؤلاء في المشاركات المحلية والعالمية ومنحهم الجوائز والأوسمة وتخليد أسمائهم على المكتبات والمدارس والطرق. "تكافل اجتماعي" من ناحيتها تمنت الفنانة التشكيلية فوزية عبداللطيف أن يتم تأسيس صندوق المثقفين وتفعيله، حتى يكون أحد أوجه الدعم لمن خدموا الثقافة لسنين طويلة. وقالت: نحن بحمدالله نعيش في هذا الوطن كأسرة واحدة متكاتفة اجتماعيا وإنسانيا. وبهذا سيتم دعم هذا الصندوق من الجميع سواء رجال أعمال أو مؤسسات. الجميع لن يبخل بدعم مثل هذا الأعمال الخيرية والتي سيكون لها مردود إيجابي كبير على المستفيدين منها. لنكون شركاء في النهوض بالثقافة في وطننا الغالي، وأن نكون كالجسد الواحد. خصوصا من ترك أسرته بلا عائل. فهنا تكمن الأخوة والمنافسة الشريفة للقيام بما يجب علينا فعله تجاههم. على أن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام هذا الدور النبيل بمشاركة الجميع. عويقل: مساهمة الجميع مطلب الكناني: المثقف محل شفقة السلمي: فكرة رائدة ومؤثرة فوزية: مجتمعنا أسرة واحدة الجاسر: يكفل الحياة الكريمة الدوسي: المادة داعم معنوي حماس: تأخر رغم أهميته بودي: منجز إنساني نبيل