تعتبر البيتكوين (Betcoin) أكثر الكلمات التي تم تداولها في مجال الأعمال وأكثرها غموضاً وسرية كأنها مشهد من الخيال العالمي قفزت منذ 2009 إلى اليوم من دولار إلى 17 ألف دولار للبتكوين الواحد والعالم ينظر باندهاش. في هذا المقال أحاول عرض الأسئلة التي تجاهلها أكثر من 61 مقالاً عربياً وأجنبياً قرأتها خلال الشهرين الماضيين. بدأت الحكاية بنشر مجهول سمى نفسه ساتوشي ناكوموتو عام 2008 لبحث عن برنامج عملة البيتكوين ثم طرح أول إصدار منها 2009 وكانت البرمجة مفتوحة المصدر على غير العادة حيث يمكن نسخها ثم اختفى ساتوشي ناكوموتو عام 2010م وربما للأبد!. وببساطة فإن البيتكوين عملة رقمية لا تستنسخ وليس لها تواجد مادي ملموس ويتم تداولها عبر شبكة مغلقة بمحافظ مرقمة بلا أسماء وهو ما يمنح تعاملاتها سرية بلا رقابة مما جعلها مفضلة لتعاملات المجرمين والدول الواقعة تحت الحظر الدولي كإيران وكوريا الشمالية. صمم البرنامج لينتج 21 مليون بيتكوين بحد أقصى أنتج منها حتى الآن 17 مليوناً ويمكن الحصول على بيتكوين مجاني عن طريق عملية التعدين (Mining) وهي مشتقة من تعدين الذهب حيث يتم التعدين بحل سلسلة معقدة من ألغاز الرياضيات المصممة بطريقة يكون فيها اللغز الأول جزءاً من الثاني والثاني جزءاً من الثالث وهكذا أي أن حل اللغز رقم مليون يتطلب حل 999 ألف لغز سابق له للحصول على بيتكوين واحد ويتم ذلك من خلال معالجات متطورة مرتبطة بشبكة الإنترنت. يخضع سعر البيتكوين للعرض والطلب ويزيد الطلب والسعر كلما زاد عدد المنصات التي تقبلها والتي وصلت لألف موقع. وظهرت أجهزة تسمى BTM مخصصة لصرف البيتكوين وقد أقرها عدد قليل من الدول بينما غضت الطرف أو حذرت منها أو منعتها عدد من الدول ومنها المملكة. وعلى الرغم من القبول المتردد إلا أننا لا نعلم من وراءها هل هو فرد أو شركات أو مخابرات ولا نعلم لماذا أغلب محركاتها موجودة بروسيا والصين وإسرائيل التي أقرتها كعملة لكنه بكل الأحوال أوجد شيئاً يشبه النقود لكنه يفتقد لصفات النقود فهي مجرد أرقام غير مرتبطة بأي جهد أو إنتاج أو أصول ولا هي نقود ذات معايير تخلق ثقة وقيمة يعتمد عليها كما أن ارتباطها بالإنترنت يفقدها عنصر الاستدامة وعدم وجود الرقابة المركزية والسرية القوية يجعل منها وسيلة مفضلة للصفقات الخارجة عن القانون ويلغي فرصة أي مطالبات محتملة لأي خسائر أو أخطاء. المستثمرون فيها من شريحة محدودي الدخل ودخولهم السريع قد يجعل من تورطهم أو خروجهم أسرع. الحقيقة أن البيتكوين وسيلة ذكية وربما خبيثة بمخاطر عالية جداً تستخدم هوس البعض لتحقيق الربح السريع بلا جهد وربما لتحقيق أهداف أخرى خفية. استمرارها بشكلها الحالي يمثل خطراً على استقرار النظام المالي والأمن وأدعو لحظرها حتى يتم تطوير نسخة جديدة يمكن مراقبتها وتوجيهها لما يفيد الاقتصاد.