بعد عقود من الأحلام والتمني أن تجلس المرأة السعودية خلف مقود السيارة، جاء القرار بالسماح لها بقيادة المركبة في خضم تحولات إيجابية كبرى تشهدها المملكة، تدفع بدور المرأة في التنمية إلى آفاق أكثر رحابة، إلا أن المرأة التي كانت تحلم بقيادة السيارة بالأمس، تعيش اليوم مرحلة اتخاذ القرار حيال شراء سيارتها الخاصة، فماذا عساها أن تشتري حتى تبقى محافظة على ذوقها وطبيعتها بعيداً عن سيارات الرجال؟. الأمان والجماليات والبساطة، مواصفات ستسعى المرأة لأن تجتمع في سيارتها المنشودة، فالمرأة تهتم بالأمان بالدرجة الأولى، كما أنها لن تغفل استفادة العائلة من سياراتها من حيث ملاءمتها للعائلة في التنقل، إلا أن هاجس الجماليات، والنعومة في التصميم والتفاصيل، ستلاحق وكالات السيارات وصانعيها، وعليهم أن يلبوا تلك المتطلبات إذا ما أرادوا أن تصبح المرأة السعودية عميلاً يرغب في امتلاك سياراتهم. المتوسطة على الرغم من نزعة المرأة التي تدفعها إلى التعلق بالجماليات والألوان الأنثوية، إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن الطلب الكبير في المملكة سيكون على السيارات المتوسطة، والتي تتصف بالبساطة والنعومة، والأمان كذلك، وفيما يُرشح أن يكون هناك اقبالاً جيداً على السيارات الفارهة بحكم نزعة المرأة إلى امتلاك الأشياء الثمينة، إلا أن القدرة الشرائية بشكل عام، ربما تجعل أغلب السعوديات أمام خيار السيارة البسيطة التي تتمتع بمواصفات أمان عال، وتتمتع كذلك بلمسات ناعمة وتصاميم بسيطة، وعلى عكس الرجال الذين يرغبون في السيارات ذات اللون الأبيض، سيكون للسيارات الملونة نصيب جيد من المركبات المباعة للسيدات السعوديات. ومن المتوقع أن تحظى السيارات الصغيرة والبسيطة بنصيب جيد من المبيعات خاصة لشريحة الموظفات والطالبات، وستلعب التزكية والدعاية دوراً كبيراً في الترويج للسيارات بحكم غياب الخبرة والمعرفة السابقة عن السيارات من قبل السعوديات، ويتوقع أن يقوم الرجال بالتأثير بشكل كبير على قرارات الشراء من قبل الغالبية العظمى من السعوديات، وذلك لعدم معرفتهن السابقة بمجال السيارات. ما بعد البيع تؤكد أغلب المؤشرات أن المرأة ستكون أكثر حرصاً على متابعة أعمال الصيانة الدورية والصيانة التقليدية للسيارة أكثر من شقيقها الرجل، مما يعني أنها سوف تتردد على مراكز الخدمة بشكل دوري، الأمر الذي سيجعل وكلاء السيارات المحليين مضطرين إلى التدخل في طريقة وطبيعة استقبال العملاء، ووقت الصيانة وغرف الانتظار، وغيرها من مواقع استقبال السيارات تحت الضمان، كما أن الوكلاء سيحظون فيما يبدو بعملاء منضبطين، وفي الوقت ذاته يحرصون على أن تحظى سياراتهم دائماً بالرعاية والدعم الكامل. التزام يؤكد رئيس لجنة السيارات في مجلس الغرف السعودية فيصل أبو شوشة أن على الوكلاء أن يدركوا أن السيدات سيكنّ أكثر التزاماً من الرجال في مسألة متابعة جدول الصيانة الدورية للسيارة، كما أنهن سيحرصن كذلك على أن تكون المركبة في أحسن حالاتها من ناحية الصيانة والأمان. وقال: إن الإقبال المتوقع على السيارات من قبل السيدات يحتم على الوكلاء أن يهيئوا مراكز خدمة ما بعد البيع، خاصة غرف الانتظار والاستقبال، وكذلك عمليات الاستلام والتسليم، مشدداً على أن حرص السيدات على أن تكون السيارة في أفضل حالاتها من الناحية التشغيلية سيجعلها تترد دائماً على مراكز خدمة ما بعد البيع، مبيناً أن الغالبية العظمى من السيدات مالكات السيارات في المستقبل القريب هن متعلمات، وبالتالي لديهن دراية بأهمية متابعة جدول الصيانة الخاص بسياراتهن، الأمر الذي سيساهم في الحد من تعطل تلك المركب على الطريق. وتوقع أبو شوشة أن يكون الإقبال من قبل السيدات على السيارات المتوسطة، والاقتصادية في صرف الوقود تزامناً مع ارتفاع أسعار الطاقة مستقبلاً، مشدداً على أن 10 % فقط من السيدات سيكون لهن مطالب خاصة في السيارات، خاصة السيارات الفارهة، مشدداً على وكلاء السيارات أن يعملوا على تحقيق رغبات أغلب العميلات قدر المستطاع. 10 % سيكون لهن مطالب خاصة في السيارة فيصل أبو شوشة