لم يكن حبيبنا أبو بكر سالم بلفقيه مجرد مطرب بل كان مبدعاً ومعلماً لكل من رافقه في حله وترحاله، وقد شرفت بصحبته سنين ممتدة منذ صافحت أغانيه أسماعنا وحفر بإبداعه لكل واحد قصة خاصة ومعنى يتجاوز الغناء إلى مرحلة الشغف، كان يصنع الصدق والكبرياء ينثر الحكمة والعشق الذي يصل إلى ذروته بكلمة راقية وحس يتجاوز الغناء الذي بلا معنى، ويحدد شأواً لا يصل إليه سواه، كان رحمه الله كريماً في عطائه، وكريماً في بيته المفتوح للأدباء والشعراء، ينشر العطاء والغناء، وكأن بيته قد أصبح ملاذاً للطير كانت ألحانه الشجية تحرض العصافير على الغناء، يعشق عائلته بشكل لا يصدق، وكانت دمعته قريبة تكاد تشعر بها رغم الابتسامة التي يحاول أن يغطي بها ذلك الحزن الخفي، والذي عالجها بفن راقٍ وكلمة تحمل برء ذلك الحزن، وتصل إلى قلوب محبيه أغنية تضفي الفرح، زرع المحبة في قلوب الناس والأصدقاء. الحديث عن هذه القامة لن تكفيه مثل هذه المساحة المتاحة لي وأنا واحد من أصدقائه ومحبيه، ولكن هذا أقل ما أقدمه لحبيب أسعد الجميع وأحبه الجميع دون استثناء، سنفتقدك لكن هذا التاريخ من الغناء سيذكرنا بك في كل نغم أبدعته. رحمك الله أبا أصيل والموت حق ساطع ونهاية محتومة.