في فاجعة ألمت بمحبي الفن الكوميدي بالخليج رحل القامة الفنية عبد الحسين عبد الرضا عن عمر يناهز 78 عاماً قضى جُلها ممثلاً أمام الشاشات وعلى خشبات المسارح يرسم الابتسامة على وجوه متابعيه. قدم لسنوات طويلة أعمالاً فنية خليجية خالدة كان لها أثر كبير على المشاهد العربي رغم ضعف الامكانات في ذلك الوقت ؛ إلا أن الوفاء الذي كان يدفعه للعمل الذي يقدمه كان يصل بكل ما فيه من نُبل وصدق. كانت له إطلالته المميزة ، وكان يرسم الابتسامة بعفويته التي لا يتصنعها ؛ لترى المشهد الكوميدي أمامك ببساطته وتتفاعل معه دون تكلف ؛ وماذا عسى أن تكون الكوميديا إن لم تكن بهذه الصورة ! مثل حقبة جميلة من زمن تأسيس الفنون الحديثة في الخليج رافقه في ذلك أسماء خالدة ؛ رحم الله من تُوفى منها ومتع الأحياء بالصحة والعافية ؛ فلقد كان لحضورهم نكهة مختلفة ، وقبول استثنائي. انجذب للفن وعشقه ، وعمل فيه بكل إخلاص حتى تألق في سماء النجومية وأصبح مرجعاً من مراجعها ، ورغم ذلك كله كان التواضع سمة من سماته ، وكان حريصاً على دعم من يرى فيهم روح الفنان الجميلة. هكذا كان أبا عدنان ، قلباً نابضاً بالحياة ، ومستشعراً لقيمه العليا تجاه الوطن والإنسان ، وتجلى من خلال أدائه بأعماله التي يقدمها ، ومن خلال ظهوره الإعلامي ككل ؛ عاش عملاقاً مقدراً للفن وحق للفن أن يقدره. رحل العملاق عبد الحسين عبد الرضا جسداً , وبقي روحاً جميلة بين محبيه ؛ يتسامرون بقصصه ، ويتداولون أعماله التي يجدون فيها صدى صوته وهو يتحدث بلهجته الكويتية الفخمة التي ظلت لسنوات تتردد على مسامعهم. وبعد أن كان يُضحكهم لسنوات ؛ جاء الرحيل وذرفت دموع من أحبوه حزناً على فراقه ؛ فهذا قريب له قصة ، وهذا زميل له ذكريات ، وذاك متابع استمتع لسنوات ، كلهم وقفوا حزناً عليه ولسان حالهم يقول رحمك الله ي أبا عدنان. المصاب جلل والعزاء الصادق موصول لأسرة الفقيد خصوصاً ولدولة الكويت الشقيقة عموماً ولمحبي هذه القامة الفنية العظيمة في كل مكان ، ولعل أصدق العزاء يبقى بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة والقبول الحسن. لمحة : العطاء الصادق ليس له مكان سوى صفحات المجد في كتاب التاريخ. البريد الإلكتروني : [email protected]