أصبحت قهوة الصباح وقد تكون هي أكثر ما يعجبك لتستيقظ وتبدأ يوم عملك، هذه العادة جذبت الكثير من الاستثمارات سواء في زراعة القهوة وظهور وكالات جديدة مع تسارع فروعها بالإضافة لأجهزة صنع القهوة الثابتة والمحمولة التي يمكن وضعها في المكتب أو المنزل، وبفضل تنوع العرض والخيارات للحصول على القهوة شهدت أسعارها الاستقرار برغم الطلب المتزايد. هذا عن القهوة، لكن ماذا عن البتكوين هذه العملة الرقمية التي تتسارع أسعارها في كل ساعة، مما جعل أهم القنوات ووكالات الأنباء تشدد التركيز في متابعة هذه الحالة والبحث عن تبريرات لما يحدث، منها المبرر الأول أن البتكوين محدودة العدد ومن الصعوبة زيادة كميتها وتبعاً لقانون العرض والطلب فإنه مع ارتفاع تطبيقات البتكوين وازدياد عدد البنوك المركزية التي تسمح بها في أسواقها فإن الطلب عليها في ازدياد مع محدودية العرض مما يجعل سعر البتكوين في ازدياد، التبرير الثاني أنها أصبحت تعتبر نوعاً من الأصول المالية التي تسمح باكتناز الثروة لذلك فهي أحد الخيارات لتنويع الاستثمار مما يعزز رفع الطلب، التبرير الثالث أنها مؤخراً سمح في تداولها وإصدار مستقبليات عليها في السوق الأمريكي. في رأيي المتواضع أن جميع هذه الأسباب غير كافية لتبرير مستوى أسعار البتكوين الحالي ولا تلغي حقيقة كونها فقاعة لكنها أيضاً أداة إضافية لرفع كفاءة التجارة في العالم، والأسباب هي أنه صحيح عدد البتكوين محدود لكن هذا لا يلغي حقيقة وجود 86 عملة إلكترونية أخرى، ومع مستوى الأسعار الحالي ممكن أنها تشجع الكثير من الشركات والمستثمرين لخلق عملات رقمية أخرى وممكن أن يصل العدد بالآلاف في ظل أسعار مرتفعة - أنه قانون العرض والطلب - والذي سوف يدفع الأسعار للنزول، وفي ظل امتلاك 100 شخص فقط 17 % من عدد البتكوين وأعلى 1000 شخص يمتلكون 40 % من المجموع حيث هذه النسب توضح التركيز الكبير الذي ممكن أن ينعكس سلباً على أسعار البتكوين في حالة البيع المتسارع عند أي تصحيح قوي للأسعار وارتفاع عدد العملات الرقمية الأخرى والتي يرغب مصدّروها تحاشي بعض نقاط ضعف البتكوين خصوصاً في الجانب الأمني حيث تعرض أحد ملاك البتكوين إلى اختراق تسبب بخسائر بلغت 64 مليون دولار والتي ممكن أن تتكرر بالإضافة لرفع درجة الشفافية والسرعة والتي ممكن أن تجعلها أكثر أماناً من البتكوين وأكثر قبولاً لدى البنوك المركزية حول العالم. في الأخير يبقى قانون العرض والطلب الذي ينطبق على القهوة هو نفسه الذي ينطبق على البتكوين، إذا ارتفعت الأسعار نتيجة قلة العرض ازدادت الاستثمارات وزاد العرض لتنخفض الأسعار والعكس صحيح، والسوق يقرأ التغيرات المستقبلية لتصحيح الأسعار قبل تغير توازن السوق، هذه هي حقيقة العرض والطلب.