حذر مختصون ل"الرياض" من عملة بيتكوين الرقمية، مع استمرار صعودها السريع، مؤكدين بأن ليس لها وجود حقيقي، والذي يحكمها هو قانون العرض والطلب فإذا زاد الطلب ارتفعت بشكل جنوني وإذا انخفض الطلب هبطت كذلك بشكل جنوني فليست لها قيمة بذاتها يمكن أن تعادل قيمتها الشرائية. وقال المستشار المالي د. أحمد الشيخ: بدأ تداول عملة البتكوين عام 2009، وأسسها الأسترالي كريغ رايت الذي كان يشتهر باسم ساتوشي ناكاموتو التي تستخدم عبر تقنية بلوكتشين، وتهدف لحماية بيانات المتعاملين بها. وعرف الشيخ البتكوين، بأنها عملة افتراضية، كان أول استخدام لها في عمليات الدفع إلكترونياً، ثم تطورت إلى أن أصبحت عملة متداولة لدى مجموعات من الأفراد، ويقوم البعض باستبدالها بعملات رسمية، كالدولار وغيره، ويتم تداولها بينهم، ولكنها من غير سلطة ولا رعاية جهة مركزية. وتساءل كيف أصبحت العملات الرقمية واقعاً حتمياً سوف نضطر للتعامل به، ومن هذه العملات الرقمية الافتراضية البتكوين التي أصبحت حديث المجالس هذه الأيام، ولا ألوم أحداً فالكل يتمنى أن يستفيد من هذه المكاسب الجنونية في ظل حجم التداول الضخم لها، الا أن من إشكاليات البتكوين أنها ليس لها وجود حقيقي والذي يحكمها هو قانون العرض والطلب، فإذا زاد الطلب ارتفعت بشكل جنوني، واذا انخفض الطلب هبطت كذلك بشكل جنوني، فليست لها قيمة بذاتها يمكن أن تعادل قيمتها الشرائية، وهناك الكثير من الغموض في كثير مما يتعلق بماهية البتكوين، يحتاج لفرق متخصصة لبيان حكمها الشرعي، ووضعها القانوني وأثرها الاقتصادي، ووضعها الأمني. وطالب الشيخ مؤسسة النقد أن تقوم بالمزيد من الإيضاح للمخاطر الوخيمة من تداولها، في ظل تهافت الناس على التداول بها، وتفعيل دور الجهات الرقابية تجاه المسوقين لها. وأكد بأنه من التجارب السابقة، أن أي عمليات مالية تصبح حديث الناس فهذا أوان نهايتها، فلا تلتقط الجمرة الساقطة، لأنك لن تجني منها إلا كل ضرر، فماذا تظن بعملة وصلت إلى قرابة 11000 دولار بالامس، أي أنها قد صعدت في عام أكثر من 1000 %، وقد تصعد أكثر وتتحسر لفوات الربح، ولكن لو حصل العكس فسوف تكون كارثة جديدة تذهب بما بقي من مالك ولا تذر. من جهته قال المستشار الاقتصادي ورئيس المراجعة الداخلية بمدينة الملك فهد الطبية، حسام الدخيّل، بأن عملة البتكوين عملة إلكترونية غير فيزيائية، ليس لها وجود فهي ليست كالذهب أو الدولار ولا حتى حجارة ال(راي) التي كانت تستخدم قبل 600 عام في جزر الياب، لكي يمكنك لمسها، عملة ال"بيتكوينهي أرقام عالية التشفير يتم التعامل بها كعملة افتراضية يمكنك شراؤها وبيعها. وقال إن سبب شهرة ال"بيتكوين| هي القفزة القوية وخاصة في عام 2017، في الوقت الذي أكتب حديثي هذا بشأن كسر العملة حاجز ال10،000 دولار، إذا وهو يكسرال 11،000 دولار أيضاً. واسترسل: لنعود إلى الوراء قليلاً إلى نهاية إغلاق العملة في السنة السابقة 31 ديسمبر(2016) حيث كان سعر العملة: 968 دولاراً تقريباً، وكان أكثر المتفائلين يأمل أن تتجاوز العملة في نهاية السنة ال: 2300 دولار تقريباً، فإذا هو يصل أرقاماً جنونية وكيف لا والعملة قبل 18 يوم وتحديداً في 12 نوفمبر الجاري كان سعر العملة: 5،857 دولاراً تقريبا ليقترب من ضعف القيمة خلال أيام. وحول مخاطرها، قال تكمن الكثير من المخاطر بالتعامل معها خاصة للذين ليس لهم دراية بالتعامل مع العملة الإلكترونية، وبالإضافة إلى تضاعف هذه العملة في فترة زمنية قصيرة ليتبادر إلى أذهاننا مصطلح (الفقاعة الاقتصادية) ليزداد التحذير من انهيار سعر العملة. وعلى الرغم من الارتفاع الخيالي للعملة فإن هناك عدداً كبيراً من الذين خسروا خلال تعاملهم بالعملة ويرجع إلى أسباب كثيرة منها قلة الدراية بالتعامل بهذه العملة، بالإضافة إلى التذبذب الكبير في سعر العملة في فترات سابقة. مؤكداً بأن الخطورة ليست فقط من ناحية الخسائر المادية وحسب، وإنما هناك مخاطر أخرى، فكما حذّرت مؤسسة النقد السعودية من التعامل معها كونها تؤدي إلى عواقب سلبية لعدم وجود مظلة رقابية داخل المملكة، بل ولا توجد حتى هيئة منظمة مركزية تقف خلفها دولياً، أي ان التعامل يتم مباشرة بين شخصين من خلال أرقام مشفّرة دون هيئة وسيطة تنظم التعاملات، مما يجعل هذه العملة هدفاً لتبييض أموال مروجي المخدرات وتمويل الإرهاب وغيرها. وتابع الدخيل: في ظل تزايد التعاملات بهذه العملة والتي قد تكون هدفاً لغسيل الأموال والعمليات غير المشروعة، وفي ظل توجّه القيادة الحكيمة إلى شن حملة للقضاء على الفساد خلال هذه الفترة، يكمن هنا دور مؤسسة النقد بالتعاون مع مركز الأمن الإلكتروني بالعمل الجاد لرصد وتتبع العمليات المشبوهة بالتعاون مع الجهات الأمنية. د. أحمد الشيخ حسام الدخيّل