«اعتراف من لا يملك لمن لا يستحق».. هكذا انتقد خبراء قانونيون ومحللون سياسيون، إقدام الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تسمية القدس عاصمة لإسرائيل، واصفين القرار بأنه «وعد بلفور» جديد للإسرائيليين على غرار الوعد البريطاني بإقامة وطن لليهود في فلسطين عام 1917م، محذرين من أنه يحمل تبعات خطيرة، ويؤدي لإشعال المنطقة، ويهدد المصالح الأميركية والإسرائيلية. وقال المحامي بالمحكمة الجنائية الدولية ناصر أمين إن قرار ترمب يعد بمثابة «وعد بلفور» جديد، في وقت تحاول خلاله أطراف دولية إعادة تعيين حدود الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن القرار يأتي منفرداً وسيواجه دولياً بشدة بسبب اصطدامه مع الإجماع الدولي. وأضاف أمين أن القرار مخالف للقانون الدولي ويصطدم مع الوضعية الدولية للقدس التي صدرت بالقرار الأممي (242) ويصطدم مع المشروعية الدولية للقدس باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين. وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير ناجي الغطريفي: نحن أمام وعد بلفور جديد يضر بالقضية الفلسطينية، ويتجاوز حقوق الفلسطينيين، ويصطدم بالمجتمع الدولي، موضحاً أن القدس من الناحية الدينية تخص الفلسطينيين والمسلمين أكثر من أي طرف آخر، بما يجعل القرار الأميركي خطوة نحو الوراء وخطر محدق بأمن المنطقة. وأشار إلى أن القرار يحرج دول المنطقة الساعية إلى توحيد الفلسطينيين ودعم القضية الفلسطينية وإنجاح عملية السلام، مضيفاً أنه من الممكن الاستفادة من هذا القرار بالالتفاف حول قرار عربي موحد لمواجهة كافة التحديات الحالية والمستقبلية. ورأى الخبير الأمني والإستراتيجي اللواء محمد نور أن أميركا تعطي وعد بلفور جديد لليهود، بعد الوعد البريطاني عام 1917، مشيراً إلى أن القرار الجديد لم يحترم الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن وحدود 67، لافتاً إلى أن أميركا وبريطانيا تقفان وراء خطط إسرائيل. واعتبر اللواء نور أن الرئيس الأميركي تهور في إصدار هذا القرار، مؤكداً أنه جديد عهد بالسياسة ويحاول تنفيذ وعده الذي أطلقه في حملته الانتخابية، ولا يعي تبعات القرار التي ستؤثر سلباً على إسرائيل نفسها، ويعادي بذلك القوى العربية، ويشتت العلاقات العربية الأميركية ويهدد المصالح المشتركة، ويشعل المنطقة بسبب قدسية القدس في نفوس المسلمين بكافة أطيافهم. وقد دانت الدول العربية والإسلامية وأوروبا والأمم المتحدة اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل. وكانت آخر الإدانات أمس الجمعة، حيث قال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إن الاعتراف الأميركي يخالف المنطق السليم.