مما لا شك فيه أن تعدد الولاءات في اليمن خارج نطاق الشرعية بين مشرق ومغرب وانتهازي ومتحين للفرص وقبل ذلك وبعد غياب قيادة جامعة هناك كل ذلك لعب دوراً واسعاً في تشتت الجهود ما جعل شرذمة الحوثي تستطيع البقاء على الرغم من محدودية قدراتها وقلة عددها ورفض مبادئها، فهي معتمدة كلياً على المدد الفارسي المادي والإعلامي والعسكري بما في ذلك تواجد مرتزقة ومستشارين إيرانيين ومدربين من كوادر حزب الله اللبناني، وهم جميعاً يلعبون على تلك المتناقضات والإرهاب والقتل وتصفية الخصوم، وما قتلهم للرئيس السابق علي عبدالله صالح إلا جزء من هذا السيناريو، وهم بذلك يحققون طموحاً فارسياً هدفه السيطرة على باب المندب وسواحل اليمن على البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب تمهيداً لاستهداف المملكة ودول الخليج. إن قتل الرئيس السابق من قبل الحوثيين جعل الحرب ضدهم أوسع نطاقاً، وهذا ما يسهل الحسم العسكري المبكر المدعوم بحراك إعلامي غير مسبوق يحيد الإعلام الفارسي المتعدد القنوات هناك، والذي يبث من داخل وخارج اليمن بما في ذلك قناة الجزيرة التي انحازت بأمر من تنظيم الحمدين إلى جانب إيران والحوثيين، وهذا بالطبع يحتاج إلى أن تتحول جميع القنوات من الآن وصاعداً إلى قنوات موجهة إلى الداخل اليمني بحيث تحمل على عاتقها توعية الشعب اليمني بالخطر المحدق به، وما هو مقبل عليه إن تمكنت تلك الشرذمة من تحقيق مآربها، ناهيك عن إنشاء محطات إعلامية ثابتة ومتحركة تبث باسم الحكومة الشرعية وتدعوا الجميع إلى الوحدة ضد النفوذ الإيراني هناك. أما من الناحية العسكرية فإن التحرير الكامل لميناء الحديدة وغيره من الموانئ يأتي في المقدمة بحيث تصبح تحت إدارة التحالف والحكومة الشرعية، وبذلك تستطيع تمرير جميع المساعدات الإنسانية وفي نفس الوقت منع وصول المدد الإيراني وذلك جنباً إلى جنب مع قطع الطريق على الحوثيين بين صنعاء وصعدة وعمران. نعم إن الذي صعّب الحروب في اليمن في الماضي والحاضر تعدد الولاءات، فهناك أعداد منهم مع في النهار وضد في الليل كما قال أحد قادة الغزو العثماني لليمن. إن وجود قيادة ذات كارزما وقبول وشعبية في الشمال والجنوب وعلى أرض المعركة يعتبر أمراً حاسماً في توحيد جبهة التحرير وضمان الوحدة ضد الحوثي الدخيل في طرحه ومبادئه وولاءاته وطموحاته وتوجهاته وأهدافه المستقبلية التي لا تقف عند حد حكم اليمن فقط بل تتعداه إلى تنفيذ الأجندة الفارسية التي تهدف إلى احتلال مكةالمكرمة والمدينة المنورة وإلغاء دورهما الإسلامي من أجل إبراز أم القرى الإيرانية (قم) التي يعمل ملالي طهران على جعلها بديلاً للحرمين الشريفين وقبلة للموالين للولي الفقيه في طهران، فهم يريدون من خلال ذلك نقل مركز الثقل الإسلامي إلى قم، أما استمرار حكم الحوثي فإنه يعني أن شعب اليمن وقبائله وقياداته العسكرية والمدنية سوف تصبح تحت وطأة الاحتلال الفارسي، ولن تقوم له قيامة إن حصل ذلك، ولذلك فإن سلامة اليمن تتطلب القضاء عليهم، وعدم تمكينهم بكل الوسائل والسبل.