أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جاني انفانتينو، من الكويت التي وصلها صباح أمس الأربعاء في زيارة مفاجئة، رفع الإيقاف المفروض على الكرة الكويتية منذ أكثر من عامين. وظهر انفانتينو في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان، وهو يعلن: "الإيقاف المفروض على الاتحاد الكويتي لكرة القدم قد رفع". وقرر "الفيفا" في أكتوبر 2015 إيقاف الاتحاد الكويتي بسبب تدخل السلطات السياسية، وحذت حذوه اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الدولية لمختلف الألعاب الرياضية، وأخيرا الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات متهمة السلطات بالتدخل السياسي في عمل المنظمات الرياضية. وكان مجلس الأمة الكويتي أقر قانون الرياضة الجديد في مداولتين وأحاله إلى الحكومة، الأحد، بحضور 51 نائبا وموافقة 47 ورفض ثلاثة وامتناع نائب واحد. ووافق المجلس على التقرير الثاني للجنة الشباب والرياضة بشأن قانون الرياضة الجديد، ورفض بالتصويت مقترح رد الاتحادات المنحلة. ويبدو أن القانون الجديد جاء ملبيا لمعايير وشروط "الفيفا" الذي أعلن الأربعاء بلسان رئيسه رفع الإيقاف. وعلق الرئيس السابق للاتحاد الكويتي الشيخ طلال الفهد في بيان على قرار رفع الإيقاف: "اليوم نقول بكل ثقة وسعادة أن ما تم من تعديل للقانون مؤخرا وفقا لمطالب "الفيفا" هو سبب رئيس لرفع الإيقاف. وهذا يعني أن المبادئ التي عملنا من خلالها والقيم التي زرعناها في الحركة الأولمبية والرياضية حينما كنا في سدة المسؤولية، كانت هي الصواب والطريق لتفادي كل ما عانته الحركتين الأولمبية والرياضية طوال السنوات الماضية". وطلبت الكويت مطلع 2017 رفع الإيقاف متعهدة بتعديل القوانين، إلا أن اللجنة الأولمبية رفضت الطلب واشترطت قيام الكويت بخطوات عدة، في مقدمها جعل القوانين الرياضية متوافقة مع المعايير الدولية، قبل البحث في رفع الإيقاف. وحددت اللجنة الأولمبية و"الفيفا" ثلاثة شروط لرفع الإيقاف، هي "إنهاء مسار مراجعة القوانين المطبقة على الهيئات الرياضية في الكويت وجعلها متوافقة كليا" مع المعايير الدولية، وإعادة العمل باللجنة الأولمبية الكويتية والاتحادات التي تم حلها (في 2016)، و"حل أي هيئات موازية تم تعيينها من قبل السلطات الكويتية"، وسحب الدعاوى القانونية الكويتية ضد الهيئات الدولية. وتوصلت الحكومة مع لجنة الشباب والرياضة في 19 اكتوبر إلى مشروع قانون رياضي جديد "يفي" بالمتطلبات الدولية. وانتخب الشيخ أحمد اليوسف في نهاية أكتوبر الماضي رئيسا للاتحاد الكويتي لكرة القدم بالتزكية بعد جمعية عمومية غير عادية للأندية، قاطعها نادي القادسية فقط، بيد أن "الفيفا" تمسك بالاتحاد المنحل برئاسة الشيخ طلال الفهد الذي قال: "مسألة شرعية الاتحاد الذي ترأسته وكان محل إصرار من الفيفا كشرط من شروط رفع الإيقاف، سنتعامل معها بالأطر القانونية من دون أن تكون هناك أية مخاطر على شبابنا الرياضي وعلينا أن لا ننسى أن هناك أيضا أكثر من عشر اتحادات موقوفة ويعاني شبابها من ويلات الإيقاف، وهو أمر نتمنى أن تلتفت له الحكومة لأن الرياضة ليست كرة قدم فقط، ولهذا لا نجد ضرراً لو أن الحكومة تتراجع عن مواقفها كما فعلت أمام "الفيفا" في ما يتعلق بتعديل القانون وسحب القضايا، وبأن تبادر لإيجاد حل مع بقية المنظمات الرياضية الدولية لتكون الفرحة". وكان رئيس مجلس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ قد وعد برفع الإيقاف عن الكرة الكويتية وقال في أكثر من تغريدة: "رياضة الكويت ستعود.. أطمئن الجميع وكل المخلصين.. لدي تواصل مع شخصيات دولية وأخي رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على تواصل واطلاع مستمر بكل شيء.. وإن شاء الله نفرح بهذه العودة". وقال خلال حضوره لقرعة المونديال في تغريدة حملت صورته مع رئيس الاتحاد الدولي: "سعدت قبل قليل بلقاء رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السيد جياني إنفانتينو.. اجتماع إيجابي جدا.. اتفقنا على كثير من العمل والتعاون لمصلحة رياضتنا الخليجية والعربية وكذلك الإسلامية والآسيوية"، ويبدو ان الاجتماع تناول وضع الكرة الكويتية بصورة أثمرت عن رفع الإيقاف". وأضاف في تغريدة ثالثة أول من أمس: "إن شاء الله أخبار مفرحة عن عودة الرياضة الكويتية ومثل ما قلت سابقا هذا أقل ما نقدمه لأبونا الشيخ صباح والشكر لسيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لدعمه لي في هذا الملف".