أعادني المطر وهطوله الغزير من منتصف الطريق، حملت روحي وقلبي بين يدي إلى روضة ابني التي تحتفل بيوم الطفل العالمي.. تعابير وجهه حين رآني بين زحام الأطفال لا تصفها كلمات ولا حروف، وحده العناق الشديد، يعبر عما في قلبه الصغير، الذي يغمرني بالحب والسعادة وتفيض معه أمومتي.. في الروضة كنت مراسلة الأمهات في "قروب" الفصل لأنقل لهن فعاليات يوم أطفالنا الجميلين.. وقف الأطفال لترديد أغنية "نحن الأطفال براءتنا هي أحلى ما في هذا الكون.. وطفولتنا هي أغلى ما أهداه الله إلى الأبوين".. رغم مهمة التصوير التي أفقدتني الاستمتاع باللحظة إلا أني كنت أردد الأغنية مع الأطفال وأقلد حركاتهم وكأني أنا الطفلة بينهم، وقلبي ممتن لكوني أماً.. لحظة جري الأطفال للساحة الخارجية لإطلاق البالونات فرحاً بالطفولة وتعليق الأمنيات البريئة عليها لحظة فرح عظيم.. ترى السعادة والبراءة تشع من وجوههم، كيف لا وهم أحباب الله، إنهم يزرعون فينا الأمل دائماً بصفائهم ومرحهم فلا نملك إلا أن ترتسم على وجوهنا ابتسامة زرعوها فينا بعفوية وبلا تكلف.. شكراً لكل المعلمات، بل شكراً لكل معلمة رياض أطفال مخلصة في عملها.. ولكل أم أقول: أتمنى أن تحتفلوا في بيوتكم مع أطفالكم بهذا اليوم لا أن تحتفل بهم المدرسة وحدها.. ارفعوا صوت الأغنية، وارقصوا معهم، وأطلقوا بالونات الحب والسعادة للسماء لتروا الفرحة في عيونهم، اغتنموا عمرهم وقلوبهم البيضاء النقية..