بعد اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بدم بارد والتمثيل بجثته على يد ميليشيا الحوثي الإيرانية، عاد اسم نجله الأكبر «أحمد» في الظهور على الساحة من جديد، باعتباره وريث المعارك الستة الذي خاضها أبوه مع ميليشيا الحوثي قبل تحالفه معهم وانفصاله عنهم من جديد، وحمل الابن الأكبر سيوف الثأر لوالده وللشعب اليمني الذي أصيب بصدمة لم يفق منها بسبب الحادث الغادر الذي استهدف صالح. ويعقد اليمنيون الآن على أحمد عبدالله صالح كل الآمال لتوحيد «حزب المؤتمر الشعبي العام والذي كان الجناح السياسي لوالده منذ تأسيسه مطلع ثمانينات القرن الماضي، ولكن مع التحالف الذي حدث بين الحوثي وصالح حصلت الانشقاقات داخل الحزب ورغم ذلك مازال الحزب يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة جدًا وهو بحاجة الآن إلى توحيد القيادة ولملمة الصفوف لأنه كان على مر العقود الأربعة الماضية ركيزة مهمة في الحياة السياسية، ويستطيع أن يحرك الشارع في اتجاه الخلاص من الحوثي، وبدون توحد الحزب سيحصل خلل كبير في البنية الأساسية لليمن. فرص أحمد لخلافة والده ولد أحمد في يوليو 1972م بصنعاء، ودرس فيها مراحل التعليم النظامي، ثم انتقل إلى واشنطن للحصول على بكالوريوس إدارة واقتصاد الجامعة الأميركية وتخرج منها في العام 1995م، وبعد أربعة سنوات حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان بالأردن، كما تخرج في 2006م في كلية الحرب العليا (الأكاديمية العسكرية العليا). في العام 1997م أصبح أحمد عبدالله صالح عضوا بمجلس النواب اليمني، ثم قائداً من 1999م حتى 2002م ل»القوات الخاصة»، وكان بعد ذلك قائدًا للحرس الجمهوري اليمني الذي وصل تعداده إلى حوالي 80 ألف عنصر لمدة 8 سنوات بدأت في العام 2004م إلى أن ألغى والده الحرس ودمجه خلال إعادة هيكلة شاملة لوحداته، وبعد الثورة اليمنية في العام 2013م وحتى 2015 أصبح سفيرًا لليمن لدى الإمارات العربية المتحدة. خلال سنوات حكم والده ترقى أحمد سريعاً في رتب السلك العسكري حتى وصل إلى رتبة «عميد ركن» بالجيش، إلى جانب ذلك ترأس مجلس إدارة «مؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية للتنمية»، وهو الرئيس الفخري للعديد من الجمعيات الخيرية والنوادي الرياضية. ويرى محللون أن أحمد علي صالح أصبح الآن المرشح الأوفر حظاً لخلافة والده في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها اليمن، لأن قيادته لحزب المؤتمر الشعبي العام سيكون الضامن لبقاء الحزب وتماسكه، والحفاظ على الولاءات القبلية والسياسية التي بناها والده لعقود، وكذلك من خلال خبرته في المناصب العسكرية والدبلوماسية سيكون السبيل للتكاتف والتآزر للتصدي للميليشا المسلحة التي تهدد أمن واستقرار اليمن. وقالت صحيفة إيكونومست البريطانية في تقرير لها، الثلاثاء، إن قبائل يمنية تسعى لدعم أحمد لخلافة والده في القتال بجانب قوات التحالف خلال المعركة ضد الحوثيين الذين قتلوا صالح. كلمة أحمد بعد مقتل والده وخرج النجل الأكبر للرئيس السابق، الثلاثاء، بكلمة قوية أثرت في كل الشعب اليمني، قال فيها إن والده أتاح له فرصة شرف واجب بناء الحرس الجمهوري برؤيةٍ وطنيةٍ بعيداً عن الرؤى الضيقة والتوجهات الحزبية، فكان الحرس الجمهوري وبشهادة الجميع نموذجاً للجيش الذي يصون الوطن وإنجازاته، ويقف حامياً لمقدراته ومكتسباته في النظام الجمهوري والديمقراطية والوحدة. وأضاف خلال كلمته: «أعاهدكم ومعي كل الشرفاء أننا ومن وسط الجراح سنعتلي صهوة الجياد لنواجه ببسالة الرجال المؤمنين بمبادئهم أعداء الوطن والإنسانية الذين يحاولون طمس هويته وهدم مكتسباته وإذلال اليمن واليمنيين، وطمس تاريخهم المشرق والضارب في أعماق التاريخ، بترويج الخديعة والخرافات والأفكار الضالة والمشبعة بالوهم والخديعة».