تشّن مليشيا الحوثي حملة اختطافات وملاحقات لأتباع حزب المخلوع صالح على إثر تصاعد حدة الخلاف بينهما والتي بلغت ذروتها في الحرب الكلامية وتبادل الاتهامات حول الفساد ونهب الرواتب وتدمير المؤسسات وسرقة إيرادات الدولة البالغة 806 مليار ريال يمني منذ مطلع العام الجاري بحسب قيادات في حزب المؤتمر. وتركزت الاختطافات والملاحقات الحوثية في العاصمة صنعاء ومحافظات المحويت وذمار وعمران، إذ تركز مليشيا الحوثي على الشخصيات التي برزت في اللجان المنظمة لفعالية حزب صالح الخميس الماضي، واختطفت الطفل عاطف محمد عاطف البالغ من العمر 12 عاماً وهو نجل أحد عضو اللجنة الدائمة في حزب المخلوع بالعاصمة صنعاء وأخضعته لعملية تعذيب وصفها والده بالوحشية وقد تم الإفراج عن الطفل لكن بعد أن أصبح فاقد القدرة على الحركة. أما تهمة الطفل نجل القيادي في حزب صالح فهي أن والده كان واحد من المنظمين لاحتفالات الحزب في السبعين الخميس الماضي والتي تلتها عروض عسكرية حوثية استعراضية حملت رسائل بالغة الإهانة لأتباع حزب المؤتمر. وعبّر أتباع حزب المؤتمر بحجم الخديعة التي تعرضوا لها من المخلوع صالح والتي تلتها عمليات ملاحقة ومطاردة حوثية لهم، ورفعوا شعارات مطالبة بفك الشراكة مع الحوثيين تحت وسم #فك_الشراكة، لكنهم يصطدمون بتواطؤ صالح الذي سلمهم فريسة للانتقام الحوثي استجابة لرغبات وحسابات خاصة به خاصة بعد أن انتشرت أطقم الجماعة وعناصرها المسلحة حول منزله في الكٌميم بشارع صخر في العاصمة صنعاء. عسكرياً، أكد الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السادسة العقيد عبدالله الأشرف مقتل عدد كبير من المليشيا الانقلابية بينهم قيادات ميدانية في معارك عنيفة خاضتها قوات الشرعية بقيادة اللواء 122 في سلسلة جبال حام شمالي مديرية المتون التابعة لمحافظة الجوف غربي البلاد. وقال الأشرف: إن العشرات من المليشيا الانقلابية سقطوا بين قتيل وجريح بينهم قيادات ميدانية أبرزهم القيادي محمد علي ديحان والقيادي مصلح صالح سرحان إضافة إلى إعطاب طقم عسكري وعربة عسكرية تابعة للمليشيا في حين شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية سلسلة غارات جوية استهدفت تجمعات للعناصر الانقلابية في المديرية ذاتها. وفي تعز، شنت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية هجوم واسع على مواقع الانقلابيين ما بين منطقتي الرويس ويختل شمال مديرية المخا بالتزامن مع شن مقاتلات التحالف ضربات جوية على ومواقع وتعزيزات المليشيا الانقلابية أطراف منطقة الهاملي شمال مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز. من جهة أخرى، تطورت الخلافات بين المخلوع صالح والحوثيين إلى نزاع على النقاط الأمنية المحيطة بدار الرئاسة ومنطقة السبعين الحيوية في العاصمة صنعاء وأدى النزاع إلى اشتباكات مسلحة بين اللجان الثورية التابعة للحوثيين وقوات الحرس الجمهوري وعناصر قبلية موالية للمخلوع صالح مساء السبت. وأطلقت قوات الحرس الجمهوري وعناصر قبلية موالية للمخلوع عدة إنذارات للحوثيين بمكبرات الصوت بعدم استحداث نقاط أمنية بالقرب من دار الرئاسة ومعسكر القوات الخاصة، غير أن الحوثيين تجاهلوا الإنذارات ورفضوا رفع النقاط الأمنية المستحدثة ما أدى إلى إندلاع اشتباكات بين الجانبين في حين أحتمت عناصر الحوثي المسلحة بالمنازل والمبان المحيطة بمنطقة الاشتباكات التي خلفت عدداً من القتلى والجرحى بين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح.