آخر ما كان يحتاجه الهلال وهو الخارج قبل بضعة أيام من صدمة ضياع اللقب الآسيوي وخسارة أهم لاعبيه بإصابة البرازيلي كارلوس إدواردو والسوري عمر خربين إضافة إلى تجدد إصابة نواف العابد هو أن يجد نفسه اليوم في مواجهة ثقيلة ومصيرية أمام الأهلي منافسه الأبرز على لقب الدوري السعودي للمحترفين. في ظروف غير هذه الظروف كان الهلاليون سيعتبرون هذه المواجهة التي تحتضنها الرياض فرصة عظيمة لحصد ست نقاط وتوسيع الفارق مع المنافس الذي يتصدر مؤقتًا بفارق أربع نقاط مع وجود ثلاثة لقاءات مؤجلة للهلال، لكن الظروف الصعبة التي يمر بها الهلال ستجعل نتيجة التعادل وإبقاء الوضع على ما هو عليه نتيجة مقنعة للهلاليين، على عكس الضيف الثقيل الذي سيعتبر هذه المواجهة فرصة ذهبية لا تعوض لاستغلال ظروف الهلال والرقص على جراحه والعودة إلى جدة بالنقاط الثلاث الأثمن في حسابات الأهلاويين، على الأقل لتقليص الفارق النقطي الذي قد يحدث إذا ما استطاع "الزعيم" أن يكسب مؤجلاته الثلاث. لا شك أنَّ الأرجنتيني رامون دياز مدرب الهلال سيكون في موقفٍ لا يحسد عليه حين يواجه الأوكراني سيرجي ريبروف مدرب الأهلي للمرة الأولى في مرحلة يسعى فيها دياز للملمة أوراق الفريق وتطبيب جراحاته ودراسة الطريقة الأمثل لتعويض الغيابات المؤثرة في فريقه وإعادة تأهيل لاعبيه نفسيًا وبدنيًا لمواصلة الركض والقتال محليًا بعد النهائي الآسيوي الذي أنهك الفريق جسديًا ومعنويًا، ولا شك أنَّه سيواجه صعوبة كبيرة في إعادة تشكيل الفريق ورسم التكتيك المناسب في ظل هذه الغيابات التي قد تضطره للعب بمجموعة غير متجانسة أمام المنافس الأصعب وفي المواجهة الأهم في الدوري!. في المقابل سيكون على لاعبي "الأزرق" أن يستجمعوا قواهم وأن ينفضوا عنهم غبار الحزن والإحباط والإرهاق، وأن يفتحوا من اليوم صفحة جديدة، عازمين على مواصلة مشوار الزعامة وتعويض جماهيرهم عن الخسارة الآسيوية، وبالتأكيد لن يكون الهلال على الرغم من كل هذه المعطيات السلبية لقمة سائغة أمام الأهلي المتحفز والمتكامل؛ الذي سيجد أمامه أسدًا جريحًا، والشعور بالراحة والأمان أمام أسدٍ جريح قد تكون عواقبه وخيمة، وربما كانت المهمة أسهل على لاعبي "الزعيم" إذا ما وقع الأهلاويون في الفخ وشعروا أنَّ الفوز مسألة وقت، وتخلى الفريق عن تحفظه، وخرج من مناطقه، وحينها قد تكون اللقمة السائغة من نصيب الهلال.