لا أحد يغامر بلقاء الصحافي الاميركي الاشهر توماس فريدمان الا اذا كان لديه ما يراهن عليه، قله هم الذين ينجون من حبائل قلمه.. ونادراً ما يخرج بانطباع جيد.. إنه بالكاد يعجبه شيء، فما بالكم وهو يشيد بنا؟. عرفناه منذ كشف عن "المبادرة العربية" وكيف كان لقلمه قوة آلاف الوسائل الإعلامية وهو يكتب عن خطة سلام سعودية لاتزال هي الحل الوحيد على طاولة السلام العربية - الإسرائيلية. من هنا تأتي أهمية ما قاله الصحافي الأميركي بعد لقائه سمو ولي العهد بأن "الأحمق فقط هو من لا يقف في صف الربيع السعودي".. لأن مثل هذه الشهادة هي نتيجة معرفة عميقة وعشرات الزيارات واللقاءات.. وفريدمان ايضاً لا يمكن أن يفوته أن هذه الشهادة لحركة الاصلاح الضخمة التي تعيشها المملكة ستحسب على تاريخه الطويل وانه لا يجب أن يتسرع في رأيه؛ فهو صحافي كبير ولا يمكن أن يمرر مثل هذا الرأي دون تمحيص وتردد، لكنه قاله وراهن عليه وانتهى إلى مسؤوليته.. ولنا هنا أن نقرأ هذا الرأي بأنه شهادة مهمة تعكس الواقع الذي نعيشه بعيداً عن مجاملاتنا لبعضنا. قال ايضاً انه لم يتخيل أن يعيش ليكتب "إن أهم عملية إصلاح في الشرق الأوسط هي التي تجري الآن في السعودية.. إنه الربيع العربي على الطريقة السعودية".. يضاف إلى ذلك أن الصحيفة (نيويورك تايمز) ليست صديقتنا، يقول الاستاذ عبدالرحمن الراشد: "حديث فريدمان مع ولي العهد اطول كثيراً من زاويته المشهورة، كنت اتساءل بعد ان قرأته أولاً على تويتر كيف سينشره؟!.. وفي صباح ذلك اليوم على الفطور في مدينة نيويورك اقرأ (نيويورك تايمز) لاحظت انها منحته معظم مساحة صفحة الرأي". أعود لتكرار رأيي السابق أن القرارات الشجاعة هي أهم وسيلة لتحسين الصورة الذهنية، واكمل أن ذلك كله يضعنا اليوم أمام مسؤولية استحقاقات باتت محل متابعة عالمية لن تدخر جهدها ضدنا إذا ما تراجعنا عنها أو تراخينا في الوفاء بها. يجب في هذه المرحلة أن نخشى "الحمقى" الذين وصفهم الكاتب وأولئك الحمقى الذين نعرفهم.. والذين انتبه لهم سمو ولي العهد باكراً عندما وصفهم ب"الاعلام الاخونجي" الذي يستهدف المملكة وصفو العلاقات العربية - العربية.. وقد كنا في البداية نعتقد فعلاً أن المسألة ليست إلا بضع قنوات مهاجرة وعددا من الابواق المستأجرة.. ولم نتصور أن "الإعلام الاخونجي" لديه مراسلون ومتطوعون ومغيبون من بني جلدتنا؛ حتى كشفت الاحداث عن أقنعتهم!! يجب أن نحذرهم ونحذر من مواطنين للاسف يصدقون في وطنهم مجرد الاشاعة، وعندما تكون المعلومة مع الوطن ولصالح الوطن يرفضون التصديق ويرهنون موقفهم بالحصول على بيانات رسمية ومعلومات اضافية خاصة بهم.. وأن نحذر من جماعة ال"لكننة".. تلك التي لديها في كل موضوع "لكن".. تلك الطاقات السلبية التي لا تضيف رأياً بقدر ما تضيفه من تشكيك. مرحلة مهمة لا تحتمل القفز في الهواء.. ولا تحتمل المجاملة.. لدينا طريقنا ولن نسمح للحمقى بأن يعطلوا مسيرتنا.