لاشك أن بساطة واختزال العنوان أعلاه، لا يكشف الموقف إعلامياً فقط ولا خطوط القوى المركزية الكبرى، مع توجهات السياسات العالمية الجديدة نحو قضايا القرن ال21 الملحة؛ فخارطة العالم تتشكل فعلاً من جديد، و"السعودية الحديثة" غدت وبتسارع ماهر، محترفةً مؤثرةً في رسم تفاصيل هذا المشهد المهيب والمستقبل الملموس؛ هكذا نردد "اليوم" ونتفاخر بكل ثقة ويقين في كل مقام ومقال. الأمور تغيرت حتماً، حتى توجهات أهم نوافذ الرأي العالمية وتحيزاتها؛ فالمتابع جيداً للسياسات الأميركية مؤخراً بعد ثورات الخريف العربي، يدرك صعوبة تغير الآلة الإعلامية العالمية من نسق التخبط والعشوائية، نحو الوضوح والإذعان للرؤى السياسية والتنموية الحديثة. وبالأمس، هاهي أهم منصات الرأي الأميركية والعالمية "النيويورك تايمز" تفرد حواراً طويلاً أجراه المخضرم والمهتم -بعين ساخطة دوماً- بقضايا الشرق الأوسط "توماس فريدمان" مع ولي العهد، بحوارٍ موضوعي لا تستوعبه مجاملة مقالات وتقارير الصحفية لو أردنا شرح "اللقاء" وتحليله وإسقاط الضوء على ما يحمله من علاماتٍ فارقةٍ وساحرةٍ في صناعة مستقبل المنطقة والعالم بعقول وأفئدة "سعودية" مستنيرة، تفكر وترسم وتخطط وتبني وتتمرد على الرجعية والفساد، بجرأة الفرسان فقط!. تحدثت في رصد مقال "فريدمان" الذي نشر منذ أسبوعين في جزء من مقالي السابق، داعياً إياه والصحافة العالمية لعدم القلق تجاه ما يحدث، ومبيناً أسباب ظهور "ولي العهد" في عجلة من أمره أمام العالم، وبالحوار الجديد الذي أعتبره "حوار القرن الواحد والعشرين" وبدايات حضارية حقيقية للشرق الأوسط من داخل أرض "السعودية الحديثة".. وبمنعطف قراءة "سلمان الحزم" وإرادة "محمد العزم" نجد بداية حقيقية لإسلام إنساني معتدل لا يفرق بين صحيح الرسالات وعصب الحياة الاقتصادي والتنموي ومستقبلها، ما سيغير ملامح السنوات المقبلة رأساً على عقب، دون عزاء لجماعات الإخونج ومليشيات الملالي ومجالسه واتحاداته الداعمة للإرهاب ومناهضيهم. نعم "هنا" الرياض، و"هناك" مراكز عالمية وقوى عسكرية وفكرية واقتصادية كبرى تعضد إرادتنا بما يحدث على مدار الساعة، فواشنطن "تفخر" بنا اليوم علناً كحليف إستراتيجي "قوي"، وروسيا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وغيرها تنشر باستمرار في أهم صحفها وعبر قنواتها انبهاراً من الثقة والإرادة "السعودية الحديثة"، مع تفاصيل وأسرار ورؤى "حوار القرن" وسبر أغوار الفكرة والرؤية والمواجهة والبناء. وقفات يسيرة مختلفة للوقوف على سر شخصية "محمد بن سلمان" وتأثيرها الخلاّق عالمياً وإقليمياً ومحلياً، وفق آيات حوار مشرق بلقطاته المتفردة بين سطور المستقبل؛ لنؤمن أكثر فقط بمعالم "السعودية الحديثة" التي نحلم بها ونريدها بقوة شمشون، وعلم الخضر، وروح الله المتجلية في نفوسنا، حين نفخ فينا من روحه!.