اختتمت وزارة التعليم ممثلة في "الإدارة العامة للأمن والسلامة المدرسية" قبل أيام جولتها الثالثة لمبادرة السلامة المرورية "سلامتنا" في منطقة عسير، بعد أن أطلقت جولتها الأولى في محافظة جدة، والثانية في منطقة تبوك. وتعد هذه المبادرة التي تبنتها الإدارة العامة للأمن والسلامة المدرسية سابقة من نوعها لزرع القيم المرورية في نفوس النشء منذ الصغر، وإيجاد نوع من المعرفة في حدود السن العمرية للطفل، حتى يستطيع من خلالها إيصال الرسالة لذويه ولأقرانه وألا يكتسب القيادة الخاطئة ممن يكبره سناً، سواء كان يركب معهم أو ممن يرى من السائقين الآخرين الذين لا يلتزمون بالقواعد المرورية. المحطة الأولى وكان انطلاق المحطة الأولى من المبادرة في محافظة جدة، حيث دشن المدير العام للتعليم بجدة عبدالله بن أحمد الثقفي مبادرة السلامة المرورية "سلامتنا" بحضور عدد من القيادات التعليمية ومنسوبي إدارة الأمن والسلامة بالإضافة إلى منسقي ومنسقات الأمن والسلامة في المدارس وذلك بمسرح الإدارة العامة بحي السلامة. د. الفايز تؤكد أهمية زرع القيم الأمنية عبر المدارس وقال الثقفي في كلمته بعد تدشين المبادرة: إنها جاءت في وقت نحتاج فيه إلى توعية الطلبة في المدارس بالسلامة المرورية، وترسيخ أهمية التقيد بالأنظمة المرورية وغرسها في نفوس الصغار. مؤكداً أهمية تكثيف التوعية بين الطلبة لينقلوا الرسالة لغيرهم، لأن التوعية في الصغار مهمة جداً نظراً لما تخلفه الحوادث المرورية والتهور من ضحايا ومآس كبيرة، لذلك يجب ترسيخ أهمية التقيد بالأنظمة المرورية في نفوس الطلاب والطالبات متمنياً السلامة للجميع. وتخلل اللقاء تقديم المهندس أشرف جمعة من منسوبي مجموعة "المستشارون" الراعي الرسمي للمبادرة نبذة تعريفية عن مبادرة السلامة المرورية وما تتضمنه من أهداف وملامح والنتائج المنتظر تحقيقها بعد تطبيقها، والتي تأتي نتيجة وقوع الحوادث المرورية في المملكة والتي تقارب نصف مليون حادث مروري سنوياً. الزعبي: التدريب على صندوق السلامة وأجهزة محاكاة لقيادة عملية داخل المدارس عقب ذلك قام المشاركون في المبادرة بزيارة للمدرسة النموذجية الثانية لعرض صندوق السلامة على طلابها وكوادرها تلاها زيارة لثانوية بدر لعرض جهاز المحاكاة. المحطة الثانية وكانت المحطة الثانية للمبادرة في منطقة تبوك حيث أطلق المدير العام للتعليم بمنطقة تبوك إبراهيم بن حسين العُمري مبادرة السلامة المرورية لطلاب المدارس بحضور مدير المبادرة المشرف عبدالله الزعبي، ومشرف الإعلام والعلاقات راشد السكران، ومشرف الأمن والسلامة في الوزارة أحمد الشامي، وبحضور مدير إدارة الأمن والسلامة بتعليم تبوك خالد الفقير، وتمت الانطلاقة من قاعة الأمير سلطان بمعسكر الفيصل الكشفي. وقد أكد مدير التعليم أهمية المبادرة حيث إن كثرة الحوادث بسبب عدم التوعية السليمة وعدم اتخاذ التدابير الوقائية التي تسهم بإذن الله من تخفيف الحوادث والوفيات، ودعى مسؤولي الأمن والسلامة في إدارته بالتعاون مع المبادرة لتنفيذ خططها وبرامجها وفق ما هو مرسوم لها لتحقق الفائدة المرجوة في غرس القيم في نفوس النشء وتعويدهم وتدريبهم على قواعد السلامة المرورِية. وبعد الافتتاح قدم المهندس أشرف جمعة من الجهة الراعية للمبادرة نبذة تعريفية عن مبادرة السلامة المرورية وما تتضمنه من أهداف وملامح والنتائج المنتظر تحقيقها بعد تطبيقها والتي تأتي نتيجة وقوع الحوادث المرورية في المملكة والتي تقارب نصف مليون حادث مروري سنوياً. بعد ذلك انتقل الوفد لزيارة إحدى المدارس في تبوك، وقام فريق "المستشارون" باستعراض قدرات الطلبة على صندوق السلامة المرورية، وعرض جهاز المحاكاة، وفي هذه الأثناء تمت توعية الطلبة في المدرسة على أبجديات السلامة المرورية التي لها أهمية كبرى نظراً لما تخلفه الحوادث المرورية والتهور من ضحايا ومآس كبيرة، وتم التأكيد من خلال زيارة المدارس إلى ترسيخ التقيد بالأنظمة المرورية في نفوس الطلاب والطالبات. كما قام الطلبة في عدد من المدارس بتجريب صندوق السلامة وعرض جهاز المحاكاة في سيارة حقيقية داخل بعض المدارس. المحطة الثالثة أما المحطة الثالثة والأخير للمبادرة فكانت في منطقة عسير حيث شهد مدير عام التعليم بمنطقة عسير جلوي بن محمد كركمان انطلاق فعاليات اليوم التعريفي لمبادرة السلامة المرورية، وذلك في بيت الطالب في أبها، بحضور مدير المبادرة عبدالله الزعبي، ومشرف الإعلام بالوزارة راشد السكران، ومشرف الأمن والسلامة بالوزارة خالد عريشي. من جهته أكد مدير التعليم على أهمية الشراكة بين تعليم عسير ووزارة التعليم في هذه المبادرة التي تهدف إلى التوعية المرورية بين الطلبة، وشدد على أهمية دور التعليم في التوعية المجتمعية ابتداء بالطالب والأسرة، ما يسهم في بناء فكر وسلامة أبناء الوطن من هذه المخاطر، ومن أهمها أخطار الحوادث المرورية ذات الأرقام العالية للوفيات والمصابين، والتي تشكل عبئاً كبيراً على مقدرات الوطن والمجتمع، مشيراً إلى أهمية التوعية المدرسية في أوساط الطلاب والطالبات، لتنشئة جيل حريص محافظ على الأنفس والمقدرات محترم للأنظمة، وتأمل أن تحقق المبادرة الفاعلية المؤثرة بإذن الله. وبعد حفل الافتتاح قام فريق العمل، ومندوبو الجهة المنظمة "المستشارون"، بزيارة مدرسة الشرف بأبها للتعريف بصندوق السلامة المرورية، وتقديم عرض للطلاب عبر وسائل تعليمية وتوعوية شيقة وجذابة. من جانبه بين مدير إدارة الأمن والسلامة بتعليم عسير عبدالله مبروك، أن اللقاء يهدف إلى تدريب خبراء السلامة بمدارس المنطقة على السلامة المرورية، والذين سيقومون فيما بعد بتدريب وتهيئة المعلمين في المدارس ليقوموا بتدريب آلاف الطلاب والطالبات. تعميم المبادرة بهذه المناسبة أكد مدير عام إدارة الأمن والسلامة المدرسية بوزارة التعليم د. ماجد بن عبيد الحربي أن الوزارة من خلال مبادرة "سلامتنا" للسلامة المروية في المدارس في مراحلها الثلاث، وسوف تطبق من خلالها "السلامة المرورية" المطلوبة بإذن الله، حيث أعدت "حقائب تدريبية" راعت فيها الفئات العمرية وخصائص النمو لدى الطلاب والطالبات، بحيث تكون نوعية الحقيبة محفزة ومؤثرة في نفس الوقت، وهذه خطوة متقدمة جداً، وتسعى المبادرة إلى تأهيل 200 خبير وخبيرة و2000 ميسر وميسرة من المشرفين والمعلمين ومنسقي الأمن والسلامة لتدريب 10,000 طالب وطالبة على قواعد السلامة المرورية. وعن المبادرة تحدث مديرها عبدالله الزعبي الذي قال: إنها موجهة في مرحلتها الأولى لثلاث إدارات تعليمية هي جدةوتبوكوعسير، ليستفيد جميع طلاب المراحل الدراسية المختلفة من برامج مبادرة السلامة المرورية من خلال تدريبهم على صندوق السلامة وأجهزة المحاكاة للقيادة العملية داخل مدارسهم، ونأمل أن يتم تعميمها على جميع المناطق والمحافظات. من جهته أوضح المتخصص الأمني د. سعود عبدالعزيز الفايز -دكتوراه الفلسفة في العلوم الأمنية- أهمية التركيز على الاهتمام بالسلامة المرورية في المدارس، والتي تهدف إلى التوعية بالسلامة المرورية داخل المدارس، وقال: أثمن كمتخصص هذه المبادرة لأنها تعني أننا أمام مهمة زرع القيم الأمنية التي بتكرارها ستصبح عادة عن طريق تثبيت هذه القيم الجديدة سواء بواسطة المدارس "ثاني عوامل التربية" بعد الأسرة أو عبر الإعلام. وأضاف الفايز: وهذا العمل المجتمعي الإيجابي سيسهم فيه اقتلاع القيم السلبية المناوئة، وغرس القيم البديلة، ومع صعوبة هذه العملية إلا أنها ستكون سداً منيعاً ضد تسرب قيم سلبية مرتبطة بقيادة السيارة كعدم الالتزام بقواعد المرور.. إلخ، بل المردود القيمي سيذهب إلى أبعد من ذلك وهو الحد من جرائم سرقة السيارات، لارتباطها بقيم سلبية للغاية كونها جريمة متعددة الأهداف، أي أن الشخص لا يسرق السيارة لمجرد الاستملاك بل لممارسات أكثر خطورة، فهنا ستتعدل معايير المركز القيمي لديهم، ذلك فإن القيم على المستوى الفردي مختلفة، حيث تُنبئ المخالفات والحوادث عن مستوى الوعي عندما يجري أي باحث بحثاً عن متغير تلقي المفاهيم الجديدة عند مرتكبيها. المحطة الأولى جدة المحطة الثالثة عسير