منذ أن أجاب المفكر الإسلامي شكيب أرسلان عن سؤال "لماذا تأخر المسلمون.. ولماذا تقدم غيرهم؟.. وذلك من قبل نصف قرن، ولا يزال هذا السؤال أو التساؤل قائماً ! وعلى الرغم أن هذه المسألة عويصة البحث والدرس، إلا أن تسليط الضوء عليها أمر ضروري ! فقد كتب عنها كثير من الباحثين أمثال د. عمر فروخ وقدري حافظ طوقان وأحمد زويل وإبراهيم دسوقي أباظة وعلي مشرفة، ولا يزال البحث جارياً ! إذ لدينا باحث في أمور الحضارة يكاد الكثيرون منا لا يعرفه أو حتى لم يسمع عنه شيئاً ! وذلكم هو الدكتور علي عبدالله الدفاع عميد كلية العلوم بجامعة البترول والمعادن بالظهران والأستاذ الزائر بجامعة الرياض سابقاً، الذي تخصص في علوم الرياضة البحتة والعلاقات العالمية في جامعة أوهايو وجامعة تكساس الشرقية بالولايات المتحدةالأمريكية خلال الستينيات الميلادية المنصرمة، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الرياضة البحتة من كلية بي – بودي من جامعة فاندربات عام 1393ه - 1973م. وذلك في مدينة ناشفيل في ولاية تنسي الأمريكية. وله مؤلفات بهذا الصدد عن الحضارة العربية الإسلامية في نواحي علماء هذه الحضارة أمثال العالم الرازي والزهراوي وجابر ابن حيان والخوارزمي والبتاني والكندي والبيروني وابن سينا. الذين قدموا للعالم أسس وأصول الحضارات دارسين في الكتب والمصنفات تلك المفاهيم الحضارية وأصولها في الطب وعلم البصريات والكيمياء وعلم الفلك، ويقول د. الدفاع: وابتدأ علماء المسلمين يجمعون شتات العلوم من الحضارات السابقة ففي الرياضيات ابتدؤوا بعلوم الهند، أما في الفلك وبعض فروع العلوم الأخرى فقد عرفوا بها عن اليونان الذين نقلوا علومهم عن الحضارات المصرية البابلية....إلخ. كتاب "لمحات من تاريخ الحضارة العربية" صفحة 129 الناشر : مكتبة الخانجي بالقاهرة - دار الرفاعي بالرياض لا يوجد تاريخ نشر. تلك صور علمية حضارية وثقافات تقنية وصناعية مبتكرة التقطها الدكتور علي عبدالله الدفاع في كتابه الذي بين فيه باباً عن أسباب ركود الحضارة العربية والإسلامية وهي: إهمال العرب والمسلمين لتراثهم العلمي - عداوة بعض علماء الغرب للعلماء المسلمين - إبراز الحضارة اليونانية كحضارة متفوقة على جميع الحضارات. ولله في خلقه شؤون.