أوقف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» الثلاثاء مدى الحياة ثلاثة مسؤولين كرويين سابقين، أقروا بتهم فساد موجهة اليهم أمام القضاء الاميركي. وشملت عقوبات «الايقاف مدى الحياة عن جميع الانشطة المتعلقة بكرة القدم محليا ودوليا» والتي اصدرتها لجنة الاخلاقيات التابعة ل»الفيفا»، ريتشارد لاي رئيس اتحاد غوام وعضو لجنة التدقيق في «الفيفا» سابقا، وخوليو روشا، رئيس اتحاد نيكاراغوا السابق، ورافايل اسكيفييل الرئيس السابق للاتحاد الفنزويلي. وكان روشا مسؤولا عن تطوير اللعبة في «الفيفا» فيما كان اسكيفييل نائبا لرئيس اتحاد اميركا الجنوبية (كونميبول). وقالت اللجنة في بيانها انها: «وجدنا لاي، وروشا واسكيفييل، مذنبين بانتهاكهم المادة 21 (رشوة وفساد) من قانون اخلاقيات الفيفا». والاشخاص الثلاثة هم من بين 42 مسؤولا ومديرا تسويقيا متهمين بدءا من عام 2015 من قبل القضاء الاميركي، بفضائح فساد كبيرة، ويخضع بعضهم للمحاكمة راهنا في نيويورك. وأقر لاي في ابريل الماضي بتهم الفساد واخفاء حسابات مصرفية في الخارج. أموال دفعت له مقابل بيع صوته في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي، وللحصول على دعمه في الاتحادين الآسيوي والدولي بحسب ما اوضحت لجنة الاخلاقيات. وأشارت لائحة الاتهام الاميركية ضد لاي الى «العديد من المتآمرين، المسؤولين في كرة القدم أو رياضات أخرى، تملك العدالة الاميركية اسماءهم» لكنها لم تكشف عنها. ومن بين المشتبه بهم لدى القضاء الاميركي «المتآمر المشترك الثاني» وهو «مسؤول رفيع المستوى في «الفيفا»، والاتحاد الكويتي، والمجلس الاولمبي الاسيوي». وتشير التفاصيل الى الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، الذي أعلن في ابريل الماضي، بعد نشر القرار الاتهامي، استقالته من مجلس «الفيفا» وجميع مناصبه الكروية. ويعد الفهد من أكثر أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية نفوذا، وهو لم يستقل من اللجنة الدولية ويتابع مهامه في رئاسة اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية (أنوك)، بالاضافة الى لجنة التضامن الاولمبية التي تنفق الملايين من الدولارات لمساعدة العديد من اللجان الاولمبية الوطنية. ويحاكم منذ الاسبوع الماضي في نيويورك ثلاثة مسؤولين سابقين دفعوا ببراءتهم، وهم الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم جوزيه ماريا مارين، النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي الباراغوياني خوان انخل نابوت، والبيروفي مانويل بورغا الذي قاد اتحاد كرة القدم في بلاده حتى عام 2014، وكان عضوا في لجنة التطوير في الفيفا. وظهرت الفضائح في مايو 2015، عندما أوقفت الشرطة السويسرية في أحد فنادق مدينة زوريخ الفخمة، سبعة مسؤولين في الاتحاد الذي كان يستعد لإعادة انتخاب السويسري جوزيف بلاتر رئيسا، وذلك بناء لطلب أميركي بعد تحقيق كشف وجود فساد مستشر يمتد لنحو 25 عاما. وأدت الى الاطاحة برؤوس كبيرة في الفيفا، يتقدمها بلاتر الذي تولى رئاسة الاتحاد لمدة 17 عاما، وانتخب السويسري جاني انفانتينو خلفا له مطلع العام 2016. ويتوقع ان تستمر الاجراءات في محكمة بروكلين الفيدرالية، ما بين خمسة وستة أسابيع على الأقل، وسيتخللها تقديم 350 ألف صفحة من الوثائق والمستندات، إضافة الى شهادات عشرات الأشخاص. وفي حال إدانتهم من قبل هيئة المحكمة والقاضية باميلا تشن، قد يواجه المسؤولون السابقون عقوبات بالسجن تصل الى 20 عاما.