لكل إنسان في هذه الحياة مبدأ يسير عليه في منهج حياته، لا يتزحزح عنه ولا يتراجع عن طريقه مهما واجه من صعوبات وتحديات، ففي الحقيقة كل إنسان تمر عليه ضغوطات الحياة من حوله ويكون قد عايش تجاربها وأخذ الدروس والعبر منها فيكسب منها مبادئ راسخة تجعله يسير بخطى ثابتة إلى مستقبله وإلى ما يطمح إليه. ومن المبادئ العظيمة التي على كل إنسان أن يتعامل معها في واقع حياته ويواجه بها البشر والمتغيرات هي تقوى الله تعالى كما قال سبحانه: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدرًا". والقرآن حافل بآيات تعتبر مبادئ أساسية أوصى بها ربنا سبحانه وتعالى أن يتعامل بها الناس على وجه الأرض مع بعضهم البعض إذا أرادوا حياة كريمة، فنحن أمةُ حضارة تعلمنا أشياء عظيمة وكبيرة وكثيرة فأتانا دستورنا العظيم قبل 1439 سنة هجرية مع انطلاق رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أبهر العالم أجمع في رسالته وأوصانا بالتمسك بها.. لذا يجب علينا الافتخار والاعتزاز بها في جميع يومياتنا في الحياة؛ في البيت والشارع والوطن والسفر، فنشرها نشر للإسلام وتأكيد على أن ديننا هو دين التسامح والمحبة. ومن مبادئنا العظيمة التعاون على البر والتقوى وإماطة الأذى عن الطريق، والمحبة فيما بيننا كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"، ومنها عدم التدخل في شؤون الغير: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".. ومنها عدم الغش الذي نراه انتشر انتشاراً كبيراً نسأل الله العافية.. وقد قال رجل أعمال صيني صاحب مصانع: "إن الاسلام يحرم الغش وإن بعض زبائننا من المسلمين من هو محب للغش التجاري"، فهؤلاء هم -للأسف- من نشروا رسالة سيئة عن الإسلام والمسلمين في حسن التعامل والمصداقية التي أمرنا بها ديننا الحنيف، فدائماً في مجتمعنا نجد الإنسان الناجح هو المتمسك بمبادئ فيها الخير والنجاح له ولدينه ووطنه وللمجتمع من حوله. ذيب بن زيد الهاجري