تقف عدة محافظات في منطقة مكةالمكرمة على أعتاب قطف ثمار المشروعات التي تبنتها الإستراتيجية التنموية للمنطقة، المشروعات التي أسس لها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قبل نحو 9 أعوام، إذ يقوم سموه غداً، يرافقه سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر برحلة تجريبية لقطار الحرمين بين مكةالمكرمةوجدة، كما يدشّن مشروع تطوير الواجهة البحرية بجدة J W للمرحلة (4-5) نهاية الأسبوع المقبل، إضافة إلى أن سموه سيتفقد سير العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد خلال الفترة المقبلة، وبذلك تنضمّ كوكبة تلك المشروعات إلى مشروعي الفيصلية والطائف الجديد التي باركهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله مؤخراً. ثنائية الإنسان والمكان أسسها الفيصل قبل تسعة أعوام.. و2568 مشروعاً جارٍ تنفيذها بالمنطقة وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث الرسمي لإمارة منطقة مكةالمكرمة سلطان الدوسري، أنه امتداداً للدعم الذي تحظى به مشروعات التنمية من لدن حكومة الخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله - وبإشراف من أمير المنطقة ومتابعة سمو نائبه، فإن منطقة مكةالمكرمة مقبلة على الاحتفاء بتشغيل وإطلاق مشروعات أسس لها الأمير خالد الفيصل في الخطة الإستراتيجية التنموية للمنطقة، مبيناً أن ذلك سيكون نهاية العام الميلادي الحالي وأوائل العام المقبل، لتنظم إلى المشروعات التي تم تدشينها خلال السنوات الماضية. وعرّج الدوسري على إستراتيجية التنمية في المنطقة التي وضعت على أساس ثنائية الإنسان والمكان، لافتاً إلى أن إستراتيجية التنمية في المنطقة أخذت في الاعتبار عاملي التوازن والتوازي ليستفيد القاطن في القرية والقاطن في المحافظة من كافة الخدمات وتحقيق التنمية الشاملة للحد من النزوح إلى المدن وتأهيل مناطق الأطراف لتتحول إلى جاذبة للسكان، مضيفاً أنه فيما يخص المكان فقد تضمنت الخطة العشرية لمنطقة مكةالمكرمة تطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية والمرافق ورفع كفاءة الخدمات كماً وكيفاً ومعالجة الأحياء العشوائية وحماية الأراضي العامة للدولة إضافة لوضع خريطة تكاملية تنسيقية لأدوار المحافظات في كافة جوانب التنمية والبناء. نقلة حضارية وعما وصلت إليه خطة التنمية في المنطقة تابع الدوسري «قطعت منطقة مكةالمكرمةومحافظاتها شوطاً كبيراً في التنمية سيما وأن ما تحقق من إنجازات في إستراتيجية الخطة العشرية للتنمية التي تضمنت مشروعات أنجزت وشارف الباقي على الانتهاء، ستكون عاملاً رئيساً لإحداث نقلة حضارية في المنطقة وستعمل أيضاً على تطويرها بشكل أفضل مما هو مخطط له مضيفاً أن العمل لم يتوقف عندما تحقق من إنجازات فقد وجه أمير منطقة مكةالمكرمة بتحديث إستراتيجية المنطقة لتتواءم بشكل أكبر مع رؤية 2030 «. تفتيت البؤر العشوائية بإزالة 3626 عقاراً لصالح النقل العام بمكة مشروعات ريادية وتطرق الدوسري إلى أبرز المشروعات التي سيتم تدشينها في المرحلة المقبلة فقال: «سيشهد أهالي جدة نهاية الأسبوع مابعد المقبل تدشين المرحلتين الرابعة والخامسة من تطوير الواجهة البحرية والذي نفذته أمانة المحافظة، ويأتي امتداداً لسلسلة تطوير كورنيش المحافظة والهادف لتوفير مساحة تنزه وترفيه لسكان ومرتادي العروس»، مبيناً أن من المشروعات الضخمة التي ستنطلق تجريباً مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي أعلنت هيئة الطيران المدني عن بدء التشغيل التجريبي رمضان المقبل، إلى جانب مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكةالمكرمةبالمدينةالمنورة مروراً بمدينتي جدة ورابغ والذي سيتم تدشينه رسمياً في الربع الأول من العام 2018. دعم القيادة ولفت الدوسري إلى أن مشروعات كُبرى في المنطقة حظيت بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ويأتي في مقدمتها مشروع الفيصلية السكني والإداري والذي رفعه الأمير خالد الفيصل لمقامه الكريم، كذلك مشروع الطائف الجديد والذي دشنه -أيده الله- مؤخراً، ويشترك في تنفيذه القطاعان الحكوميان والخاص تحت إشراف مركز التكامل التنموي بالإمارة، ويضم المشروع مطار الطائف الجديد، ومدينة سوق عكاظ، وواحة التقنية، والضاحية السكنية، والمدينة الصناعية، والمدينة الجامعية. القطاع الخاص ولفت إلى أن إعلان الأمير خالد الفيصل عن إنشاء مركز للتكامل التنموي جاء لتحقيق نهضة تنموية مبنية على التشارك بين القطاعين الحكومي والخاص، وأسندت إليه إلى جانب مهامه الأخرى مهمة تحفيز ودفع عجلة التنمية في المنطقة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، والتي تتطلب إسهام القطاع الخاص في المشروعات في ظل توفر العديد من المشروعات الحكومية الجاذبة للاستثمار. أثر الزيارات ونوه متحدث إمارة منطقة مكةالمكرمة إلى أن أمير المنطقة خلال الأعوام الماضية دأب بشكل سنوي على زيارة المحافظات والوقوف على مطالب الأهالي والاطلاع على سير المشروعات التنموية والحيوية، والاجتماع بالمجالس المحلية، مشيراً إلى أن سموه يحرص في تلك الزيارات على اصطحاب مديري عموم الإدارات الحكومية في المنطقة بهدف فتح تواصل مباشر بين مسؤولي الإدارات وأهالي المحافظات والمجلس المحلي، ويأتي ذلك في إطار حرص سموه على تحقيق التنمية المتوازنة التي تم التخطيط لها وتَضَمّنتها إستراتيجية المنطقة والخطة العشرية، مضيفاً أن تلك الجولات آتت أُكلها خلال الفترة الماضية فقد تطورت الخدمات في كافة المجالات البلدية والصحية، ووصلت المياه المحلاة لكل المحافظات، كما أصبح التعليم الجامعي متاحاً عبر الجامعات وأفرعها المنتشرة في كل محافظة. باكورة المطالب وفي لمحة تاريخية وتحديداً في العام 1428ه الذي صدر الأمر الملكي الكريم فيه بتعيين الأمير خالد الفيصل أميراً لمنطقة مكةالمكرمة كانت المطالب تنتظره على صفيح ساخن، إذ وجد سموه الأهالي يحملون همومهم عاقدين آمالهم بعد الله عليه في حلها، فقدم له سكان جدة مطالبهم، وتضنّمت هرم المطالب إيجاد حلول لشُحّ المياه الانقطاعات المتكررة، وضرورة بتجفيف بحيرة المسك، وإنهاء معانة مردم النفايات بجدة، فانطلق العمل بمشاركة الجهات ذات العلاقة العمل لإيجاد الحلول وتم ذلك في غضون أربعة أعوام، إذ تمّ تجفيف بحيرة الصرف الصحي وعولج خطرها البيئي وأعيدت معالجة مياهها بالطريقة الثلاثية، أما مرمى النفايات فقد أزيل تماماً وتم التخلص من آثاره البيئية السيئة، فيما زادت طاقة ضخ المياه بنسبة 100 في المائة من 550 ألف متر مكعب يومياً إلى 1.1 مليون متر مكعب وذلك في العام 2011. نافذة الغد طموح الأمير خالد الفيصل لم يتوقف عند مطالب الأهالي أو تغيير هيكلة الإمارة، بل كانت المنطقة على موعد مع بدء تنفيذ المنهج الثاني المتمثل في العمل الخارجي، فتقرر عقد ورشة عمل كبرى، تهدف لإحداث تنمية مبنية على أسس مؤسسية ومنهجية، وعليه دعت الإمارة مجتمع المنطقة بكافة فئاته لوضع إستراتيجية حدد تنفيذها في مدة عشرة أعوام، وعلى ضوء ذلك تم عقد ورشة عمل لوضع إستراتيجية تنموية للمنطقة تأخذ في الاعتبار الإنسان والمكان معاً، ثمّ بدأ العمل في تنفيذ تلك الخطة ما أثمر عنه وعلى مدى الأعوام الماضية شهدت منطقة مكةالمكرمة تنمية شاملة على صعيدي بناء الإنسان وتنمية المكان بفضل الله أولاً ثم بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله من رعاية واهتمام بالمنطقة، إذ تم خلالها إنجاز العديد من المشروعات، ويجري تنفيذ أخرى، فبلغ إجمالي المشروعات الجاري تنفيذها على مستوى المنطقة 2568 مشروعاً منها 739 مشروعاً في المحافظات الصغيرة، جميعها تتماشى والخطة الإستراتيجية الهادفة لتحقيق تنمية متوازنة ومتوازية. العناية بمكة توزعت مشروعات التنمية على محافظات منطقة مكةالمكرمة، فكان للعاصمة المقدسة نصيبها من المشروعات التي أنجز عددُ منها ويجري تنفيذ الباقي، فشملت إعمار مكة بمكوناته الطرق الدائرية الأربعة، نقل الإدارات الحكومية خارج مشعر منى، افتتاح مركز الخدمات بالشميسي وتشغيل قطار المشاعر، أما على صعيد بناء الإنسان فكان المشروع الأبرز والأهم تصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية الذين يقطنون مختلف مناطق المملكة، ذلك العمل الذي كان يندرج تحت مشروع تطوير الأحياء العشوائية أول مشروع يرفعه سموه للملك عبدالله بن عبدالعزيز فباركه -رحمه الله- ودعم التصحيح، وانطلق العمل وسلّم سموه أول إقامة نظامية لأول مستفيد برماوي منتصف جمادى الأولى من العام 1434ه واستمر التصحيح حتى شمل جميع أبناء الجالية والبالغ عدهم أكثر 250 ألف برماوي، وعلى صعيد المكان تم تطوير 7 أحياء عشوائية في العاصمة المقدسة وكل تلك المشروعات أنجزت ولله الحمد. قطار الحرمين واليوم تقترب العاصمة المقدسة من إنجاز مشروعات كٌبرى يأتي في مقدمتها مشروع قطار الحرمين الرابط بين مكةالمكرمةبالمدينةالمنورة، والذي شهد نائب أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر أول رحلة تجريبية بين جدةوالمدينةالمنورة مروراً برابغ مطلع ذي القعدة الماضي، وتم الانتهاء من كامل المسار البالغ طوله 460 كم وتبلغ طاقته الاستيعابية 60 مليون مسافر سنوياً، فيما سيكون الجزء المتبقي منه والذي يربط مكةبجدة جاهزاً نهاية العام 2017. النقل العام ومن أهم مشروعات العاصمة المقدسة التي تمّ الإعلان عنها مؤخراً، موافقة المقام السامي الكريم على تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع الحافلات في العاصمة المقدسة، وقد فاز بعقد تشغيل وصيانة مشروع حافلات مكةالمكرمة الذي سيتم بدء تشغيله بعد 18 شهراً، التحالف المكون من شركتي نسما السعودية و TCC الإسبانية بقيمة تقدر ب3.2 مليارات ريال، ويشمل العقد بنود التشغيل والصيانة لمدة 10 أعوام تشغيلية، وتوريد وتشغيل وصيانة 400 حافلة منها 240 حافلة عادية بسعة 40 مقعدًا للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 85 شخصًا تقريبًا، و160 حافلة مفصلية بسعة 60 مقعدًا للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 125 شخصًا تقريبًا. تجدر الإشارة إلى أن النقل العام يأتي معززاً لمشروع طريق الملك عبدالعزيز(الموازي) الجاري العمل في تنفيذه ويمتد من الدوار الغربي عند تقاطع الطريق الدائري الثالث مع طريق جدة السريع، ويتقاطع شرقاً مع الطريق الدائري الأول ويسهم المشروع الذي أزيل لتنفيذه 3626 عقاراً في تفتيت البؤر العشوائية في المناطق التي يخترقها وسيوفر الطريق العديد من الفنادق والممرات والمصليات على درجة عالية من الجودة والتصميم الجديد وسينتهي العمل فيه أواخر العام 2019م. وجه العروس وفي ذات السياق تستعد مدينة جدة لإطلاق حُزمة مشروعات ضخمة وريادية، فقد أوشك العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي على الانتهاء وأصبحت المرحلة الأولى منه على موعد مع التشغيل التجريبي رمضان المقبل في وقت شارفت نسبة إنجاز العمل فيه على نسبة 90 %، وحفاظاً على المشروع من التلوث البصري وجه أمير منطقة مكةالمكرمة بإزالة صناعية النزهة الواقعة جنوب مطار المؤسس الجديد وتقع على مساحة 2.5 كم2 وبلغ إجمالي الورش المُزالة لصالح التطوير 3129 ورشة، وفي المقابل تم إنشاء صناعية عسفان لتكون بديلة عن صناعية النزهة، فيما يجري حالياً تنفيذ مشروع حدائق بسمة جدة الذي ينتهي العمل فيه خلال 12 شهراً ويهدف لتحويل الواجهة الجنوبية للمطار للوحة فنية من خلال تجميل تقاطع طريق النُزهة مع طريق المدينةالمنورة. متنفس بحري وتستعد عروس البحر الأحمر أيضاً إلى تدشين المرحلتين الرابعة والخامسة لتطوير الواجهة البحرية بطول يزيد عن أربعة كم في اللمسات الأخيرة، وكان قد سبق ذلك تطوير الكورنيش الشمالي بمراحله الأولى والثانية والثالثة ويمتد على طول 3.5 كيلومتر ابتداء من ميدان النورس شمالاً حتى مقر حرس الحدود جنوباً إضافة لتطوير شاطئ السيف الممتد على طول 3 كم على الشاطئ الجنوبي لمحافظة جدة كذلك متنزه ذهبان البحري على مساحة إجمالية تتجاوز 110 آلاف م2. العناية بالفكر وحققت إستراتيجية منطقة مكةالمكرمة على صعيد الشق الثاني لمرتكز الإستراتيجية ممثلاً في بناء الإنسان إنجازات عدة يأتي في مقدمتها سوق عكاظ الذي أعيد إحياؤه قبل نحو 11 عاماً بتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وظَل طيلة تلك الفترة تحت إشراف إمارة منطقة مكةالمكرمة، وبجهود قطاعات حكومية وأهلية تحول السوق إلى مدينة تشكل نواة الطائف الجديد، وخلال العقود العشرة تم تخصيص أرض للسوق تقدر مساحتها ب10 ملايين متر مربع ونفذت عليها مشروعات بأكثر من 400 مليون ريال، فيما توسعت الجوائز من جائزة واحدة إلى 12 جائزة صرف عليها أكثر من 15 مليون ريال. احتواء الشباب وأولى الأمير خالد الفيصل الشباب اهتماماً كبيرا فتبنت إمارة منطقة مكةالمكرمة تأسيس مشروعات مبادرات لصالح شباب المنطقة، وحرصت على ضمهم لمجلس المنطقة من خلال اللجنة الشبابية، وسبق ذلك إطلاق ملتقى الشباب بمنطقة مكةالمكرمة وشمل كافة شباب محافظات المنطقة، وهدف لإبراز المواهب والقدرات لدى الشباب وصقلها وشغل أوقات فراغهم بالأنشطة المفيدة إلى جانب التوعية والتثقيف عبر الدورات والمحاضرات واستفاد من الملتقى أكثر من 1.5 مليون شاب وشابة من أبناء المنطقة. التهيئة لسوق العمل وفي الحديث عن مسيرة التنمية لابد من التطرق إلى برنامج طموح الذي يستهدف دخول 5 آلاف شاب وفتاة من أبناء محافظة رابغ والمراكز والقرى التابعة لها، سوق العمل بعد أن تلقوا التأهيل والتدريب في برنامج «طموح» الذي دعا إليه الأمير خالد الفيصل قبل نحو 9 أعوام، حيث تشكلت نواة فكرة تدريب أبناء محافظة رابغ عام 1430ه، إبان زيارته لرابغ ضمن جولاته التفقدية للمحافظات، إذ وجّه سموه لدى ترؤسه اجتماع المجلس المحلي، بأن يستفيد أبناء المحافظة من وجود مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والميناء، وأن تتخطى هذه المنشآت الأسوار وتنقل تجربتها لأبناء المحافظة بتدريبهم وتوظيفهم ليكونوا سواعد فاعلة تبني الوطن وتسهم في نهضته والارتقاء به، وفي هذا الصدد تم تخريج دفعتين أهلت 2000 شاب وشابة، كما ساهمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بتوجيه من أمير منطقة مكة في وضع خطة تطوير طويلة المدى تلبي احتياجات بنيتها التحتية، وتسهم في إيجاد فرص عمل لأهلها وأبنائها.