رفعت الأقلام وجفت الصحف وثبتت إدانة النادي الأهلي في قضية اللاعب محمد العويس؛ بعد أن أعلنت هيئة الرقابة والتحقيق العام إدانة النادي الأهلي بإيداع 8.5 ملايين ريال في حساب الحارس القضية قبل دخوله الفترة الحرة؛ عبر دفعتين و 3 وسطاء هم السمسار الأهلاوي تركي الزهراني الذي كان يصول ويجول في معسكرات المنتخب في زمن غابر، وقائد الأهلي تيسير الجاسم الذي تحول إلى سمسار في معسكرات المنتخب وقناص أهلاوي في غرف اللاعبين المغلقة، أما ثالث وسطاء التحويل والتحريض فكان أحد أعضاء شرف الأهلي. لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي لكرة القدم ستكون أمام اختبار قدرات سيكشف للجميع مدى قدرتها على مواكبة المرحلة الجديدة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في محاربة الفساد بكل أشكاله، ولا شك أنَّ قضية العويس مليئة بأنواع الفساد وأشكاله التي يأتي من ضمنها محاولة التستر على الفاسد بقصدٍ أو بدون قصد، بدءًا برفض النظر في مطالبة الشباب منذ بداية القضية بالتحقيق في مصادر الأموال والهدايا الفاخرة التي تلقاها اللاعب أثناء وقوعه في الفترة المحرمة، مرورًا بمحاولة (طمطمة) القضية وتجاهل مخاطبات الشباب وبياناته، وانتهاءً باستصدار قرارٍ باهت وضعيف دون استكمال التحقيقات التي يأتي في مقدمتها إلزام اللاعب بإثبات نزاهته المالية ومصادر الأموال التي تلقاها في الفترة المحرمة. الاتحاد الدولي لكرة القدم يضرب بيدٍ من حديد في قضايا تحريض اللاعبين ومجرد ثبوت مفاوضتهم شفهيًا قبل دخول الفترة الحرة، وعقوباته في هذه الحالة تصل إلى إيقاف اللاعب ومنع المحرض من التسجيل لفترتين، بل ربما تصل إلى التهبيط إذا ما اعتبرت قضية فساد خصوصاً ونحن أمام قضية تسليم مبالغ طائلة للاعب قبل دخوله الفترة الحرة، وليس مجرد مفاوضته، كما لا يجب أن نتجاهل قضية اختراق معسكر المنتخب ومفاوضة لاعبيه في مخالفة صريحة للأنظمة التي تمنع مفاوضة أي لاعب أثناء وجوده في المنتخب حتى وإن كان داخل الفترة الحرة، فكيف بمفاوضته وهو داخل الفترة المحرمة. من المهم ونحن في هذه المرحلة التاريخية والحملة غير المسبوقة التي يقودها سلمان الحزم وسمو ولي عهد الأمين في مكافحة الفساد بكل أشكاله وأنواعه أن تضرب القيادة الرياضية بيدٍ من حديد في قضايا الفساد الرياضي، وهو ما بدأت هيئة الرياضة في تنفيذه في عهدها الجديد؛ من خلال إعادة فتح عددٍ من قضايا الفساد التي كادت أن تُدفن وتقيَّد ضد مجهول بسبب سياسة (طبطب) و(طمطم) و(استر ما واجهت)، لكن هذه السياسة وذلك الزمن انتهى إلى غير رجعة، وأصبحنا اليوم في زمن فيه موس الأنظمة واللوائح والقوانين على كل الرؤوس.