خصص العلامة الاديب الشيخ محمد الناصر العبودي يوم الاثنين من كل اسبوع للقاء تلامذته ومحبيه في منزله بحي النزهة شمال الرياض منذ عام 1433 ه. حيث يبدأ الجلسة الدكتور محمد بن عبدالله المشوح بذكر بيت من الشعر أو حادثة أو سؤال ، فيبدأ الشيخ مسترسلاً بما شاهده أو سمعه أو حفظه من قصص أو قصائد عن الموضوع ذاكراً الأسماء والتواريخ بدقة، وقد يعلق أو يضيف أحدهم فيستمر السجال حتى نهاية الجلسة، أو يقف لينتقل لموضوع آخر. وتجرى مناقشات جادة بين الشيخ ومريديه في قضايا الرحلات والتواريخ الشفهية والمعاجم التخصصية ومؤلفاته وزياراته للبلدان. يتميز الشيخ العلامة محمد العبودي بشخصية لافتة بما تحمل من تجارب ثرية جدا في السفر والترحال، وفي ممارسة الأعمال الإدارية والتربوية، مع رصيد ضخم جدا من المؤلفات النافعة في حقول متعددة، منها: الحقل الأدبي، وخاصة أدب الرحلات، والحقل الجغرافي، والاهتمام بالتراث المحلي غير المكتوب، والعناية بالجوانب اللغوية. وقد حظيت معظم مؤلفاته بجوائز محلية مما يعني علو كعبها ورفعة قيمتها. ولد محمد بن ناصر العبودي في عام 1345 ه بمدينة بريدة، وتميز بكونه أديبا ومؤلفا ورحالة، وشغل منصب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، ومكنه عمله في الرابطة وفي الجامعة الإسلامية بالمدينة كأمين عام لها زيارة العديد من بلاد العالم ، فكان لمشاهداته العديدة وإطلاعاته أن تثمر عن أكثر من مائة وستين كتابا في أدب الرحلات محققا رقما قياسيا في كتب الرحلات العربية. والجدير بالذكر أنه منح ميدالية الاستحقاق في الأدب عام 1394 ه.