** بسعة صدره وكرم ضيافته ودقة تفقده استطاع العلامة الشيخ محمد العبودي أن يستأثر بحضورٍ وفيٍ نادرٍتهيَّأ لقلةٍ من الكبار لعل في مقدمتهم الشيخ حمد الجاسر والأستاذ عبدالكريم الجهيمان والدكتور راشد المبارك والأستاذ عبدالرحمن البطحي رحمهم الله كما غيرهم، وتمنينا لو أفرد كلُّ علمائنا ومثقفينا مجالس مفتوحةً يغشاها محبوهم لن تكلفهم أكثر من ساعة كل أسبوع ؛ فلا يكفي أن نقرأ لمن نحب إذ في الجلسة قراءات أخرى لا تغني عنها كتبٌ ولا دورياتٌ ولا تغريدات. ** دخل مجلس العبودي «الإثنيني» عامه السادس ( ابتدأ في الرياض عام 1433ه فور تقاعده من العمل) وما يزال عامرًا بتنوع علم الشيخ وتعدد اهتماماته وتزايد المقبلين على ارتياده وانطلاق نقاشات جادةٍ بين الشيخ ومريديه في قضايا الرحلات والتواريخ الشفهية والمعاجم التخصصية وترفع أبي ناصر عن اللمز والهمز حتى عمن أساء إليه أو إلى مشروعاته، وبينما كان جزء من مجلسه الكبير يستوعبُ المشاركين بات يضيق بالمحبين ؛ فأُضيفت مقاعد في الوسط ويبدو أنها لن تكفيَ الأعداد المتصاعدة التي تغشى مجلسًا طيبًا لا يُذكر فيه إلا الخير ولا تسوده غيرُ المودة. ** لا يكفي الشكر لشيخنا أمد الله في عمره ولتلميذه المخلص الدكتور المحامي محمد بن عبدالله المشوّح ولأبناء الشيخ وأسرته على توفير هذا الجو العائلي المعرفي الرائد، ونتمنى أن يخرج الكتاب الذي وعد به الشيخ عن جلسته مضافًا إليه ما كُتب عنه من أوراق، مثلما نتمنى أن يتحقق حلمٌ جميل أفضى به أبو عبدالله المشوح لصاحبكم عن مشروع مؤسسة الشيخ محمد العبودي العلمية في مدينتنا الغالية «بريدة» كي تحتوي نتاجَ الشيخ الذي تجاوز ثلاث مئة مؤَلَّف ومكتبته ومخطوطاتِه ووثائقَه وصورَه فيفيد منه الباحثون والشُّداة ونتمنى ألا يكون تحقيقه بعيدًا. ** العمرُ عمل.