عدّ وزير التعليم د. أحمد العيسى قصور المعلم في أداء واجباته، وغياب الطلاب إذا تجاوز الحدود المطلوبة، نوعاً من الفساد الذي يجب التصدي له. وقال د. العيسى: إن وزارة التعليم مسؤولة عن التعليم العام والعالي والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، مضيفاً أن الوزارة تتطلع إلى علاقة إيجابية مع وسائل الإعلام، مؤكداً أن الوزارة أنشأت مركز الوعي الفكري ليكون مظلة للبرامج التوعوية "حصانة" و"فطن". جاء ذلك خلال كلمته في اللقاء الذي عقد صباح الخميس في مبنى وزارة التعليم بالرياض، مع ملاك ورؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية وكتاب الرأي. وبين وزير التعليم، أن الوزارة تتطلع إلى علاقة إيجابية مع وسائل الإعلام كافة، وأن تكون جسور التواصل والتلاقي بين الزملاء في قطاع التعليم وقيادات التعليم والتربية، وزملائنا الإعلاميين تتم بشكل متواصل وعلى أعلى مستوى من الثقة والشفافية والمصداقية، وهذه الرغبة لا شك أنها تخدم كل الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها بإذن الله. وقال: أتطلع أن تكون توصيات هذه الورشة مفيدة للجميع، وأن نحقق من خلالها إعداد خطة وتصور وانطلاقة جديدة في رسالتنا الإعلامية التي نحاول أن نوصلها لوسائل الإعلام والتي من خلالها نصل إلى الرأي العام سواء المحلي أو غير المحلي، وبلا شك أن قضايا التعليم متعددة ومتشعبة وموضوع العلاقة بين الإعلام والتعليم قضية قديمة ومتجددة. وخاطب د. العيسى المشاركين والمشاركات بقوله: نحن نريد أن تصل الرسالة الحقيقية للرأي العام، ونحن لدينا قصور في قدرتنا على ترجمة ما يجري على مستوى الوزارة وعلى مستوى البرامج من خطط ونشاطات وبرامج نسعى من خلالها إلى تطوير منظومة التعليم ورفع المستوى، وإن شاء الله نحقق من خلالها ما يتطلع إليه ولاة الأمر. وبين أن هذا القصور ناتج عن عدة أسباب ومنها تضخم العمل من خلال تنوع البرامج والمشروعات والقنوات التي تصل إلى وسائل الإعلام لا تزال تعمل بنمطية تحتاج إلى تغيير في هذا الأسلوب، والسبب الثاني أن تسارع الوسيلة الإعلامية وما ينشر حالياً في وسائل التواصل الاجتماعي وغيره من قضايا وأحداث ترتبط بالتعليم تجعلنا في موقف دفاعي دائماً وهو موقف أننا نلاحق فقط وبأسلوب ردود الأفعال لما ينشر أو يكتب عن التعليم بشكل دائم وإن كان الكثير منه في إطار سلبي مع الأسف. وأفصح وزير التعليم عن البرامج والمشروعات التي قدمتها وزارته في برنامج التحول الوطني في أكثر من 113 مبادرة على مستوى التعليم العام والتعليم العالي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، مضيفاً أن هذه المبادرات كلها تعمل وفق برنامج دقيق مؤشرات واضحة واللجان التي تعمل في هذه المبادرات لديها أسلوب في المحاسبة ومعرفة التقدم في كل مبادرة والعقبات التي تواجهها. وأكد الوزير أن هناك مشروعات كبرى فيما يتعلق بإعادة هيكلة التعليم وهيكلة النظام التعليمي، منها الاهتمام بمرحلة ما قبل الدراسة ودمجها في المرحلة الابتدائية خاصة الصفين الأول والثاني وإنشاء مرحلة جديدة، والاهتمام بالمرحلة الثانوية وتغيير النمط التعليمي في المرحلة الثانوية والتوسع في نظام المقررات وإدخال الورش الفنية والمهنية في المرحلة الثانوية وتعزيز المهارات الشخصية لدى الطلاب ودعمها بشكل رئيسي. وتحدث عن المرحلة الثالثة المهمة والتي تتعلق بإعادة هيكلة مرحلة ما بعد الثانوية والتوسع في التعليم التقني والمهني من خلال إنشاء الجامعات التطبيقية والتوسع فيها لتستوعب عدداً أكبر من خريجي المرحلة الثانوية وتوجههم إلى تخصصات تتناسب مع احتياجات المملكة في ال 15 سنة المقبلة. واختتم وزير التعليم الحديث بقوله: " لا أستطيع أن أستعرض كل ما يرتبط ببرامج التطوير وبرامج التحول الوطني، لكن إن شاء الله تسير بشكل جيد، ونتائجها لا تظهر بين يوم وليلة وتحتاج إلى وقت، مؤكداً أن قطاع التعليم يشهد حركة وجهداً كبيراً ولدينا ثقة أولاً بدعم القيادة الرشيدة وتذليل العقبات التي تواجه خطط التطوير وبرامج التحول، ولدينا ثقة بقدرة أبناء التعليم في القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم، ولدينا ثقة بأن المجتمع والرأي العام يساند التعليم في تحقيق نتائج إيجابية، ونتطلع إلى دعم وسائل الإعلام". عقب ذلك، دار الحوار المفتوح بين وزير التعليم وملاك ورؤساء تحرير الصحف الإلكترونية، أجاب خلاله الوزير العيسى على الأسئلة المطروحة. وكان اللقاء قد بدأ بجلستين كان محور الجلسة الأولى "مناقشة الشراكة بين التعليم والمؤسسات الإعلامية"، فيما تمثل محور الجلسة الثانية في "طرق التعاون والتنسيق والتبادل الإعلامي للمحتوى". الزميل صالح الحماد مدير التحرير مشاركاً في اللقاء محمد الدخيني خلال إحدى الجلسات