بالأمس القريب أنورت "سودة عسير" بطلة "أمير الوفاء" وتباهت زوايا أرض الجنوب بإبتسامة محياه ورونق حضوره، وتزينت بحميد الخُلق الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ذلك الضيف الذي مر كنسيم رقيق، لين الهبوب، ترك أثراً طيباً لن يغادر القلوب، وحلمًا جميلاً عالقًا في العقول.. ورحل، بالأمس استقبلنا أمير التواضع والإنسانية، بمحبة سبقت حضوره، وتباشير رافقت مجيئه، وتفاؤل خُلِق من نظرات يملؤها الإخلاص وتسكنها العزيمة والطموح، واليوم نودعه في ليلة حزنها طاغ لا تشبه إلا السواد في عتمتها؛ فالفقد كبير والمصاب عظيم، رحل منصور عن عسير التي سكنته وسكنها، التي أحبته وأحبها، رحل عن مدللته عسير بعد أن راقب مراحل تطورها، وجعل من شوارعها ومشروعاتها وميادينها حلم، وتخطيط يغمض عيناه عليها كل مساء، وواقع يصحو على تنفيذه كل صباح، عرف عن فقيد الوطن، ذلك الشاب القيادي المحنك صاحب الكاريزما الجاذبة، الإنضباط والحزم والاهتمام بمتطلبات المواطن، وتفاعله ونشاطه وبشاشته الدائمة، وهمته نحو القمة والنجاح في الآداء، فقد عمل خلال المدة البسيطة التي قضاها في عسير على إيجاد بيئة خصبة من المسؤولية الإجتماعية التي من شأنها تنمية المجتمع وازدهاره، وأشرف على الكثير من الجوانب الخدمية والأعمال الإنشائية التي تهم المواطن والمقيم، ووقف على نجاح صيف أبها، وسعى لتدارك كل ما ينقص المنطقة وأهلها، ووقف بجانب جنودنا البواسل يشد على أزرهم ويدعمهم بمحبتة ودعواته، ترجل، مودعاً معشوقته "أبها" بعدما وقف يرعاها ويفاخر بها كواحدة من أروع مناطق وطنه الغالي، الذي عاهد الله على الإخلاص له، ووفى بالعمل المستمر الذي بدأ وانتهى به.