لودميلا أوليتسكايا روائية روسيّة على مشارف الخامسة والسبعين من عمرها, وعلى الرغم من أنها لم تتجرأ على نشر كتبها إلّا بعد أن بلغت الخمسين -على حد قولها- إلا أن رواياتها بلغت شأناً لم يتسّن لغيرها من الكتاب الروس المعاصرين, حيث ترجمت أعمالها إلى أكثر من أربعين لغة حول العالم, وباعت منها ما يزيد على أربعة ملايين نسخة, وحازت على الرقم القياسي بعدد مرات التأهل للقائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية الروسية, ومن بين رواياتها المتأهلة الرواية الوحيدة المترجمة إلى العربية (صونيتشكا) التي نشرت بالروسيّة عام 1993م. كان ل"الرياض" معها هذا الحوار فإلى تفاصيلة : الإرث الأدبي الروسي قيدني إلى سن الخمسين النساء يجملن أنفسهن بالكذب *هذا الحوار - كما أعرف- هو الحوار الأول لك مع أية صحيفة عربية. ما الذي تودّين قوله لقرائك العرب؟ * أهم ما أود قوله لجميع قرائي, بما فيهم القراء العرب, هو أن الثقافة بكل تفرعاتها- من علوم الآثار إلى علم الوراثة الحديث, ومن الموسيقى إلى علم الصيدلة, ومن علم الوراثة إلى الأدب- هي المنتج البشري الأكثر قيمة من بين المنتجات البشرية كلها. تأتي الكثير من الأمور وتذهب, كالسياسة والسلطة والمال وملكية الأرض, بينما الثقافة باقية منذ بدء الخليقة, منذ الحضارات العتيقة حتى نهايتها. *أنت من أكثر الكتّاب الروس تأهلاً للقائمة القصيرة لجائزة البوكر الروسية, وتحملين رقماً قياسياً في عدد مرات التأهل لها. ماذا يعني لك ذلك؟ -إنني أسعد بالحصول على جوائز, إلا أنني لا أنسى أن ذلك نوع من المباريات الرياضية, وأنا لا أحب الرياضة, حيث أن ثمة شخص فائز وآخر خاسر. إنني أفضّل كثيرًا موقف المراقبة. ولهذا أصبحت كاتبة. *أنت واحدة من أكثر الكتّاب الروس مقروئية خارج روسيا, لماذا برأيك؟ -ثمة ثلاثة مواضيع رئيسية في الفن, الحياة والموت والحب. وكلما كتبت عنها فهي باقية, أعتقد أنها متيسرة للجميع. *أنت وريثة للأدب الروسي العظيم, ماذا يعني لك ذلك؟ وهل ثمة أي نوع من التحدي أو الصعوبة في هذا؟ -إنني متواضعة ولم أضع نفسي أبداً بمقارنة مع كتّابنا العظماء. لكنك محق, حين تكون وريثاً لأدب عظيم, تصبح الكتابة على درجة كبيرة من المسؤولية. ولهذا السبب لم أتجرأ على نشر كتابي لفترة طويلة, ونشر أول كتبي حينما أصبحت في سن الخمسين. *غالباً ما تنتقدين ديستوفيسكي بشدة, هل يمكن أن تخبرينا بحقيقة موقفك منه؟ -ديستوفيسكي كاتب رائع, لا سيما في أواخر كتاباته, مرحلة نضوج ديستوفيسكي. أما البداية في (الجريمة والعقاب) كان القاتل المجرم النذل هو محط اهتمامه, وحاول أن يبرز بشكل مقنع للغاية أن هذا هو طبيعة الأشياء, وأن في داخل كل شخص يكمن قاتل. وهكذا فقد شرعن الشر, وأبرز شيوعه وتيّسره. *هل يمكن أن تحدثينا عن كتابك (أكاذيب النساء)؟ عمّ يتحدث؟ -إنه مجموعة من القصص القليلة عن الأكاذيب النسائية ودراسة صغيرة للأسباب التي تدفع المرأة إلى الكذب. في بعض الأحيان تكون رغبة في تجميل نفسها أمام الصديقات, وأحيانا للمفاخرة, وأحيانا للثرثرة, وأحياناً للمصالح الذاتية. وفي الكتاب عدد قليل من القصص التي تشكل الكتاب. *لم يترجم إلى العربية من أعمالك سوى (صونيتشكا) كيف تفسرين ذلك؟ -على حد علمي, أن المؤلف الروسي بشكل عام لا يترجم له كثيراً في العالم العربي. ولم أكن أتوقع أن يترجم أي من كتبي إلى العربية. أعرف الآن أن روايتي (المترجم دانيال شتاين) قد ترجمت بالفعل إلى العربية, إلا أنها لم تنشر بعد. لقد ترجمت كتبي إلى 37 لغة, وهذا العام أضيفت اللغة العربية والفارسية والأوكرانية. إن هذا يجعلني سعيدة جدا. نحن جميعاً بحاجة ماسة إلى فهم واحترام بعضنا البعض وعدم التسبب بضرر لأي منا. تقول إحدى أقدم القواعد الأخلاقية :"حب لأخيك ما تحب لنفسك". يمكنك أن تجد هذه الفكرة في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم وجميع الكتب المقدسة.