عطلة الأسبوع مرت عليّ كالكابوس، منذ أن بدأت ودموعي تنهمر دون إرادتي، وضيقة تسكن جوفي لا أعلم سببها!! فقد كانت عيناي عليكِ ياثمرة فؤادي، فلم تكوني كعادتك؛ بدوتِ لي غريبة في كل شيء.. حتّى أشرق يوم السبت الموافق 17-محرم-1439 ليس كعادته من الصباحات؛ يحمل في طياته حزناً عميقاً، كان إحساسي فيه غريباً ومريباً، فقد كانت نبضات قلبي تتسارع، ولم يهدأ لي بال، حتى اصطحبتكِ إلى المستشفى عَلّي أرتاح، وأعلم مما تشكين، لكن لم أعلم بأنها المرة الأخيرة التي سأصطحبك فيها إلى المستشفى؛ فبمجرد وصولي، ونحن بالممر، نظرتِ إلي وكانت نظرتك الأخيرة لي؛ شخصت عيناك، ووقعت يدك مني، وتوقف قلبك. صدمت، صعقت، انهرت وبكيت، فلم أرتوِ منك بعد، لم يدر بخلدي يوماً ما بأن الموت سيخطفك مني بهذه السرعة؛ فأنت وحيدتي وحبيبتي، وسبب سعادتي وإرادتي بحصولي على الشهادة الجامعية، ومصدر قوتي -بعد الله- للتغلب على كل ما مررت به، فلم أنس نظراتك تلك فهي من دفعتني لأتغلب على السرطان. قرة عيني.. كنا نصحو باكراً سوياً، ونستمتع مع بعضنا خارج المنزل، ونذهب لمواعيدك سوياً، وفي يوم العيد تنيرينه لي بلمعة عينيك.. فقدك صعب، الكون بأكمله موحش، فها أنا أحاول العيش مع حياتي بدونك ياقطعة مني. جنى ياصغيرتي.. أنا أراك، أحس بك، ففي كل زاوية من المنزل فيها ذكرى لكِ، صورتك طبعت بذاكرتي، وصوتك عالق بمسمعي، فعند مروري بجانب غرفتك أسمع صوت ندائك لي وعندما تقع عيناي على أشيائك تتسارع نبضات قلبي، وتنهمر دمعاتي، فيوقفني صدى ضحكتك، فأبتسم.. أحاسيسي ملخبطة ياقرة عيني، مازلت لم أستوعب بعد رحيلك حتى الآن، فكل من يتجاذب معي أطراف الحديث يضطر لإعادته. لكن أعدك يامن وحدك سكن قلبي سأبقى قوية كما عهدتيني؛ كي نلتقي في جنات النعيم، حيث لا فراق أبداً.. وعزائي أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وأن صبري على هذه المصيبة سيزيدني رفعة ومكانة عند الله. جبر الله كسر قلبي، ورزقني ثباتاً وقوةً أكمل بها مسيرة حياتي.