في مواجهة الهلال والشباب الدورية برزت أمور عدة أولها أن الشباب قدم مباراة كبيرة ولا يمكن بخس حقه في القول: إنه استحق التعادل الذي سعى له بصرف النظر عن عدم صحة الهدف وشرعيته، وفق آراء خبراء التحكيم الذين أجمعوا على أن الكرة تخطت الخط كثيراً، لكن بعيداً عن هذا الخطأ الذي يحدث في مباريات كرة القدم كان هناك شباب مختلف بشخصية مختلفة وبروح عالية وعطاء فني لو تواجد منذ بداية الدوري لكان موقع الفريق مختلف في سلم الترتيب، وإذا ما استمر على العطاء والروح فسيختلف وسيتقدم خطوات إلى الأمام وليس خطوة واحدة فقط. الهلال كان أمامه فرصة ذهبية للفوز وابتعاد بالفارق النقطي عن أقرب منافسيه وهو الأهلي الذي تعثر أمام الفيحاء بالتعادل وقدم الأخير هدية غالية للهلال الذي لم يحسن مدربه الأرجنتيني رامون دياز استقبالها بل رفضها تماماً من خلال تشكيلته الغريبة وإصراره على فرض الأوروغوياني ماتياس الذي ثبت أنه لن يقدم للفريق أي جديد كما أخطأ دياز بمبالغته في استبعاد أغلب النجوم الأساسيين المؤثرين، وهو بهذا العمل لم يحترم الشباب. دياز يضع ألف علامة استفهام على عدم منحه الفرصة للمهاجم مختار فلاته الذي أقنع مدرب المنتخب ادغاردو باوزا وضمه لتشكيلة المنتخب حتى وهو غائب عن المشاركة ولم يقنع رامون الأقرب للاعب كما تجاهل متوسط الدفاع علي البليهي الذي لم يتواجد حتى على الدكة وهو ما اضطر المدرب إلى الاستعانة بعبدالله الزوري بعد إصابة عبدالله الحافظ ما جعل دفاع الهلال في أسوأ حالاته بقيادة الزوري البطيء في حركته والذي يشهد مستواه انحداراً فنياً ولا يستحق اللعب في فريق كبير مثل الهلال. وجود المهاجم ياسر القحطاني على الدكة أمر غريب وفيه مجاملة من دياز تضر بمصلحة الفريق وإذا ما أصر الأرجنتيني على عناده فسيفقد الهلال كل الألقاب القريبة منه فهو إن كان استبعد اللاعبين الأساسيين بغرض إراحتهم فهو أخطأ ويفترض استثمارهم والضرب بقوة في مرمى الشباب والابتعاد في الصدارة، وإذ كان يهدف لإراحتهم فكيف يحدث ذلك وهم في الغد سيتدربون في معسكر المنتخب السعودي، وسيلعبون مواجهة ودية أقوى من مواجهة الشباب ومن يدري ربما في ختام المنافسة يندم دياز على ضياع نقطتين مهمتين ووقتها لا ينفع الندم. على أية حال دياز منذ تجديد عقده وتصريحه الشهير الذي لمح من خلاله بالرحيل لم يعد ذلك المدرب الحريص على تناغم التشكيلة وصناعة فريق قوي يعبر جميع المباريات بعطاء كبير وتنظيم أكبر وروح تكشف الإعداد النفسي والتحضير البدني والفني، وما لم يتنبه لوضع فريقه سيجد حرجاً كبيراً في دوري أبطال آسيا 2018 والدوري المحلي وحينها سيكون هو أكبر الخاسرين وربما لا يجد نفسه في الملاعب السعودية.