بعيداً عن كل دواعي التشويه والإساءة إلى أي شخص، أو أي توجه.. يصطبغ هذا المقال بلون الأمل والتفاؤل، وهذا هو ما نهدف إليه في التعامل مع الكلمة المعبرة.. وما نأمل أن يلتزم به كل من يهدف إلى الإصلاح والإقناع.. فالتعامل مع الكلمة هو التوجه الذي يرضي القناعات والنوايا السليمة ويؤدي في تجلياته الغرض المأمول منه. ما يطرح هذه الأيام بين آونة وأخرى من آراء ومدلولات، ما هي إلا اجتهادات ووجهات نظر تطمح إلى سمو التعامل الراقي مع الكلمة التعبيرية الإيجابية، إلا أن الاختلاف في الطرح والمقصود به الآراء السلبية هو الذي كرس ألواناً من الخلط بين الفهم لدى بعض أطراف النقاش. إن أي مثقف مخلص لابد أن يرتقي بطموحه إلى سبر كل ما يحيط به، في إطار التعامل الحضاري مع الكلمة لما لها من تأثير عميق في حياة المتلقي.. المعاناة الحقيقة عندما تلتصق الكلمات السلبية بالموهبة وتحرق كيان فرد يريد أن يفرد جناحي موهبته التي يتولد عنها زخم من مشاعر وتوهجات متناغمة إلى مستوى الإبداع إذا توفرت لها مقومات الابتكار، فتسف به الكلمة السلبية إلى الحضيض. لماذا لا نوظف كلماتنا في معالجة موضوع مهم، أو معاناة إنسانية والمساهمة في طرح فكرة رائعة؟ لماذا لا نطمح إلى طرح كلمات إيجابية، لا كلمات ترضي الرغبات القنوعة بما يقتصر على الترفيه والتسلية المؤقتين والمحدودين؟ أين التعامل الأخلاقي مع الكلمة الذي ندعو إليه ونفتخر به؟ وما هذه الكلمات التى استبدلنا بها القيم الإنسانية الرائعة المنبثقة من الهدي الإسلامي الحكيم الذي يفرض الإيجابية والتفاؤل ويرتقي باهتمامات الإنسان وتوجهاته إلى مواكب السمو وذروة المجد وعزة الانتماء؟ لماذا كل هذه الاستفهامات المزعجة؟ نطرحها الآن وستطرحها الأجيال القادمة فيما بعد إذا ما فتشوا في تراث آبائهم وأجدادهم، فإنهم لن يجدوا إلا غثاء تقل فيه الكلمات الإيجابية التحفيزية وربما ندرت عند البعض. ما دفعني إلى طرح هذه المشكلة هو ما ابتلينا به من وجود كلمات سلبية متكلفة ساذجة المعاني، "لا أعني التعميم" وإنما وجود هذا الزخم الهائل من السلبيين المنفرين أمر يستوجب الطرح والمناقشة والتأمل. هل سنوظف اهتمامنا بالكلمات وأخلاقياتها في معالجة مواضوعات مهمة أو نقاشات هادفة؟ نتمنى ذلك..