عندما نتحدث عن إنسانية الجمعيات النسائية فإنما نعني بها فعلًا اجتماعيًا إنسانيًا منتظمًا يصب في مختلف الأصعدة الاجتماعية والصحية والنفسية والثقافية والتعليمية والإغاثية والعلمية والتربوية مستخلصين من ذلك كله صورة العمل الإنساني الشامل لهذه المنظومات الإنسانية.. على الرغم من أن الجمعيات النسائية ذات وجود نشط على مسرح العمل الخيري الاجتماعي والإنساني إلا أن ذلك الوجود لم يصاحب بإعلام نشط وقوي، والسبب أن الجمعيات النسائية لم توجد قنوات اتصال مع المجتمع الإعلامي، فلو حظيت الجمعيات النسائية بإعلام نشط وفعال لكان تأثيرها على الحياة الاجتماعية أشمل وأعم، وبإمكان الجمعيات النسائية أن تسعى إلى استقطاب الإعلام لكي يكون وجودها مؤثرًا وقويًا وفعالًا. إنني عندما أكتب عن الجمعيات النسائية الخيرية إنما يدفعني إحساس تجاه هذه الجمعيات الإنسانية الخيرية التي أرى أنه من الواجب علي أن أنوه بالدور الإنساني للجمعيات التي أصبحت الآن وقبل الآن مقصدًا لذوي الحاجات، فالجمعيات النسائية تعتبر بالمقاييس الإنسانية أول فعل إنساني نسائي تطوعي اتحدت فيه كل برامج وخصائص العمل الإنساني الشامل والخدمات الإنسانية.. خاصة وأن للجمعيات النسائية نشاطاً واسعاً في مختلف الاتجاهات الاجتماعية والثقافية والصحية والتعليمية والإنسانية، بل إنك تستطيع أن تنسب هذا الدعم السخي الذي يصل إلى كثير من الأسر المحتاجة إلى الجمعيات النسائية التي رفعت المعاناة عن كاهل الأسر الفقيرة، ويعلم ساكنو الأحياء الشعبية ماذا أضافت الجمعيات الإنسانية لحياتهم، وهذه ليست كلمتنا وحدنا بل يشاركنا هذا القول الكثير من المحتاجين والمرضى والأرامل والأيتام وذوات الإعاقة الذين أحسوا أن وراءهم يدًا حانية ترفع المعاناة عن كواهلهم. وعندما نتحدث عن إنسانية الجمعيات النسائية فإنما نعني بها فعلًا اجتماعيًا إنسانيًا منتظمًا يصب في مختلف الأصعدة الاجتماعية والصحية والنفسية والثقافية والتعليمية والإغاثية والعلمية والتربوية مستخلصين من ذلك كله صورة العمل الإنساني الشامل لهذه المنظومات الإنسانية. لم أكن أقف على هذا الواقع الإنساني لولا تواصلي الإنساني في فترات سابقة مع واحدة من المؤسسات الرائدة في مجال العمل الاجتماعي وهي جمعية النهضة النسائية الخيرية في الرياض التي تمكنت بفضل وسيلة السخاء الاجتماعي من أن تؤدي دورًا مؤثرًا في الحياة الاجتماعية وما ذلك إلا لأنها تستهدف الأنفس الإنسانية المحتاجة ولا يكون هذا الاستهداف على وجه الكمال إلا حين يكون وراءه شيء من الخير لقد وضعت الجمعية نفسها منذ اللحظة الأولى على أرض الخير. واليوم ينظر إلى جمعية النهضة النسائية الخيرية باعتبارها واحدة من الجمعيات الرائدة في المجال الإنساني الشامل وقد أدت دورًا مؤثرًا في الحياة الاجتماعية وتصدرت المرتبة الأولى في تصنيف الجمعيات النسائية في مجال التنمية الاجتماعية والخدمات الإنسانية. لقد كان في جمعية النهضة النسائية شخصيات نسائية اصطفاهن الله لفعل الخير وذلك بما أودعه الله فيهن من نزعات فطرية على معرفة الفضيلة عن انبعاث تلقائي وقدر من الشهامة وإلى المسارعة في فعل الخير بإخلاص وهذا هو عمل الشخصيات الأخلاقية العظيمة. وحينما نطلع على أجندة الأعمال الخيرية نجد أن الجمعية تسعى إلى تأصيل العمل الإنساني وذلك من خلال جملة من الأهداف الاجتماعية، كالرعاية الصحية الشاملة، وتحقيق التكافل الاجتماعي، وأيضًا من خلال شركاء فاعلين في مختلف البرامج والمشاريع الاجتماعية وهذا المشارك قد يكون مؤسسة خيرية أو شخصيات إنسانية أو شخصية تطوعية. وقد ارتبطت الجمعية بطائفة من المبادرات فقد قدمت الجمعية خدمات واسعة لبرامج محو الأمية وأقامت دورات لحفظ القرآن الكريم وتعليم مبادئ الإسلام لغير الناطقات باللغة العربية وافتتحت فصولًا لتعليم الكفيفات القراءة والكتابة على طريقة برايل إضافة إلى تنمية قدرات المرأة مهنيًا وتدريبيًا وفي ذلك نظمت الجمعية دورات في التدريب على الحاسب الآلي ودورات في تعليم الخياطة والتفصيل والتطريز والحياكة والطباعة على الآلة الكاتبة وأنشأت عددًا من المراكز الثقافية والاجتماعية ودور الحضانة الإيوائية ومدارس النهضة لمتلازمة داون ومراكز حفظ التراث السعودي والإيواء السكني أن تقوم الجمعية بشراء بيوت وإيواء المحتاجين والأرامل والمستضعفين عمل نادر الحدوث وليس ذلك فحسب، بل إن الجمعية تؤمن رواتب منتظمة للمطلقات والأيتام وتساهم في حل المشكلات الاجتماعية. كما تقدم الجمعية الرعاية الكاملة للفتيات المعاقات ليصبحن فيما بعد عضوات فاعلات ونافعات في المجتمع وتعتني الجمعية بالمرضى وتزودهم بالأدوات الطبية والمعونات المالية. ولعل من بين تلك الإنجازات الباهرة التي تبنتها الجمعية رعاية الأطفال والذي يعد أحد الإنجازات التي تفتخر بها الجمعية في مجال الطفولة وهو واحد من البرامج المهمة التي حرصت الجمعية على أن تنهض به في وقت مبكر فالجمعية بوضعها المتميز صارت اليوم مقصداً لذوي الحاجات فكم من فقير ومحروم ومحتاج امتدت إليه يد الجمعية. فمركز النهضة للخدمات الاجتماعية والصحية واحد من تلك المراكز التي ترعاها الجمعية يقدم المركز مساعدات اجتماعية وصحية وتعليمية وتأهيلية لسكان منطقة جنوبالرياض ويرعى الأرامل والأيتام والمطلقات وكبار السن والمرضى وذوي الدخل المحدود وأسر السجناء إضافة إلى العديد من المساعدات التي يقدمها للأسر. ومركز روضة النهضة يقدم خدمة تعليمية للأطفال ذوي الدخل المحدود الذين تتراوح أعمارهم من أربع سنوات إلى أقل من ست سنوات أو في مرحلة ما قبل المدرسة. أما مركز النهضة للتعليم المتواصل فيهدف إلى خدمة المجتمع عن طريق تنمية قدرات المرأة بالتعليم والتثقيف في مختلف المجالات عن طريق توفير فرص تعليمية خارج نطاق الجامعات والمدارس والمعاهد. إننا عندما نكتب عن جمعية النهضة النسائية الخيرية فإنما نعبر عن مشاعر أولئك الناس الذين امتدت إليهم يد الجمعية وأولتهم كل اهتمام ورعاية وعناية.