باتت الرياضة السعودية على مواعيد مهمة منتظرة في المستقبل القريب، ستتحول معها واقعاً جميلاً نحو صناعة احترافية حقيقية، تسعى إلى الجذب الجماهيري، من أوسع أبوابه وأطيافه، متجاوزاً بكثير ملاعب كرة القدم، بعد توقيع رئيس مجلس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ الاتفاقيات الجديدة، أخيراً في العاصمة البريطانية لندن، والتي تجسدت وأبهرت الأنظار، كتطورات لافتة في المشهد الرياضي، نحو تنويع البرامج والمناشط الرياضية في المملكة، تعني بالتشويق والإثارة وتوسيع قاعدة الممارسين، وتهيئة أبطال سعوديين في رياضات متعددة ،لا تستند فقط على عالم كرة القدم وغيرها من الرياضات المعتادة. الاتفاقيات كما أعلن عنها تضمنت تنظيم سباق نهائي بطولة العالم لأبطال السيارات في المملكة مطلع 2018م في العاصمة الرياض، وهي البطولة التي تقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وتحظى بمتابعة واهتمام كبيرين في العالم أجمع، حيث يشارك في السباق أفضل المتسابقين دولياً من مختلف السباقات العالمية لهذه الرياضة، وتوقيع اتفاقية مماثلة تتضمن استضافة المملكة لنهائي بطولة العالم للدرون DRL والذي سيقام في النصف الثاني من 2018م بمشاركة الأبطال والمحترفين في هذه اللعبة ذات الشعبية المتنامية، واتفاقية ثالثة توجت باستضافة المملكة بطولة العالم للشطرنج في ديسمبر المقبل، بحضور أبرز أبطال هذه اللعبة، ووفقاً لهذه الاتفاقية فإن الاتحاد سيقيم بطولة كأس الملك سلمان للشطرنج بمشاركة 100 نجم من أبطال هذه اللعبة في العالم وأبرز محترفيها، على أن تتم إعادة بطولة الشطرنج العربية وتستضيفها المملكة، فيما ستشهد المملكة استضافة نهائي كأس العالم للشطرنج 2020م. هذه الاتفاقيات التي تضاف إلى اتفاقيات تاريخية تم البدء في الإعلان عنها بعد الإعلان أيضاً عن استضافة نهائي الملاكمة العالمي على كأس محمد علي كلاي، فهي تعد خطوات نوعية وتقديرية كبيرة وغير مسبوقة في الرياضة السعودية، بعد أن كان الاهتمام مقتصراً على كرة القدم، ثم الألعاب الجماعية ورياضات الفروسية وألعاب القوى، دون الاتفات لرياضات شعبية وجماهيرية أخرى، أصبحت تحتل الواجهة العالمية كرياضات جاذبة ومشوقة، في مقدمتها السيارات والملاكمة والشطرنج، فكانت الاتفاقيات الأخيرة بمثابة تدشين آفاق جديدة للرياضة السعودية، ولشباب الوطن، وممارسي هذه الرياضات التي سينتج الاهتمام الكبير بها من هيئة الرياضة، صقل مواهب متميزة وأبطالاً جدد في المستقبل القريب، كانوا ينتظرون مثل هذا الاحتواء الرسمي، واللفتة الرائعة لرياضات لم تكن تذكر في المملكة، إلا من خلال متابعة أخبارها على الصعيد الدولي. توقيع الاتفاقيات الدولية التاريخية استضافة وتنظيماً واهتماماً ستضع المملكة العربية السعودية في واجهة الأحداث الرياضية الكبرى في العالم، كما هو الوطن الكبير ككل دوماً في واجهة اهتمام العالم في شتى المجالات الدولية الأخرى، بثقل بلادنا التاريخي في العالم على مدى العصور، ومن شأن ذلك نقل الرياضة السعودية ككل من مرحلة المشاركات الهامشية والمتابعات لمثل هذه الأحداث، إلى صناعة استثمارية حقيقية، تجذب أنظار الكثير من الجماهير حول العالم، إلى القدرات العالية، التي تمتلكها المملكة في تنظيم وإخراج أهم البطولات الدولية والنهائيات الرياضية، بصورة راقية تعكس اهتمام ودعم القيادة الحكيمة للقطاع الرياضي في المملكة. الفكر الابتكاري الجديد الذي تنتهجه هيئة الرياضة الآن، يثمر عن حراك واسع في مساحات وآفاق رحبة، يستشرف معها بوابة المستقبل، برؤية حصيفة، وبرامج علمية رياضية، تستهدف الوطن وشبابه، ويرتقي بمفهوم العمل الرياضي الشامل، الذي يجدد الطموحات، ويستثير الهمم، ويوفر البيئة المحفزة للإبداع والتألق، بما يليق بحجم ومكانة وتأثير الوطن الكبير بين دول العالم. الخطوات الحضارية الجديدة ستكون مشعل وقود لا يهدأ، نحو العناية بأدوار اللجنة الأولمبية، وما تشرف عليه من ألعاب رياضية متعددة، لن تكون بعد اليوم ومع هذا الاهتمام والعناية خارج المنافسة إقليمياً ودولياً بخطوات عملية واقعية، تنهض بالألعاب المتنوعة كافة، من سبات عميق ومشاركات هامشية سابقة، في المسابقات الأولمبية العالمية، إلى مشاركات فاعلة تحصد الذهب والمنجزات، لا تقتصر على ألعاب محددة ومعتادة، وهي الرسالة البليغة التي أراد معالي رئيس هيئة الرياضة كتابتها عند توقيع الاتفاقيات الدولية الأخيرة، لألعاب رياضية تحظى بجماهيرية عالمية، واهتمام دولي سيمهد تنظيمها لتدشين مرحلة جديدة لممارسات احترافية محلية، وبزوغ مواهب سعودية صاعدة في المستقبل تحمل لواء المنافسة قبل المشاركة على مستوى العالم.