تزخر المملكة بعدد كبير من الدروب التاريخية التي كان يسلكها سكان الجزيرة العربية ومن حولها قبل الإسلام وبعده، بيد أن "درب زبيدة" ظل أشهرها على الإطلاق، نظير ما يحويه من معالم أثرية لا تزال باقية حتى الآن، مما استحق التسجيل في قائمة التراث العالمي بمنظمة "اليونسكو" في الوقت القريب، وذلك ضمن عشر مواقع طلبت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تسجيلها. ويمتد درب زبيدة "طريق الحج الكوفي" من مدينة الكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة ووسطها وصولاً إلى مكةالمكرمة، ويبلغ طوله في أراضي المملكة أكثر من 1400 كم، حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي مناطق الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، مكةالمكرمة، وأدرج الدرب ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي تنفذه الهيئة، وضمن مبادراتها في برنامج التحول الوطني. وسمّي "درب زبيدة" بذلك نسبة للسيدة زبيدة بنت جعفر زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد، وذلك نظير الأعمال الخيرية التي قامت بها، إضافة إلى المحطات العديدة التي أمرت بإنشائها على امتداد الطريق، وكان درب زبيدة من الطرق التجارية قبل الإسلام وازدادت أهميته مع بزوغ فجر الإسلام، وشهد الطريق المزيد من الاهتمام وازدهر خلال عصور الخلافة الإسلامية المبكرة. ووفق تقرير صدر عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فقد بلغ الدرب ذروة ازدهاره خلال الخلافة العباسية 132 - 656ه، عندما تم تحديد الطريق ورصفه كما تم إنشاء محطات الطريق وحفرت الآبار والبرك وأقيمت السدود وبنيت المنازل والدور، وجرى حصر 27 محطة رئيسية ومن أهمها: الشيحيات، والجميمة، وفيد، والربذة، وذات عرق وخرابة، ويملك الطريق قيمة عالمية استثنائية لأنه يجسد فعلياً الأهمية الثقافية للتبادلات والحوار متعدد الأبعاد بين البلدان وذلك من خلال جمعها للعديد من الحجاج المسلمين من مختلف الأعراق والأجناس والبقاع. سمّي «درب زبيدة» نسبة لزبيدة بنت جعفر زوج الخليفة هارون الرشيد