أكدت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن التحقيقات التي فتحها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، مع القطري ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان الفرنسي، والرئيس التنفيذي لمجموعة قنوات "بي ان سبورتس" القطرية، ليس إلا مجرد حلقة جديدة من مسلسل طويل ابتدأ في اللحظة التي حصلت فيها قطر على حق استضافة مونديال 2022، وقالت في تقرير نشرته عبر صفحاتها الرياضية: "الضرر الحاصل من وراء الرجل المهم في نشاطات الرياضة القطرية، لن يتوقف على مجموعة "بي ان سبورتس" التي يترأسها، بل سيمتد إلى مشاريع قطر الرياضية، وأبرزها كأس العالم 2022، وإدارة نادي باريس سان جيرمان ، فجميعهما يرتبطان بشخص واحد، واتهامات الفساد ستعيد فتح الملفات المتعلقة بهما". وذكرت الصحيفة أن سبب غياب الخليفي، عن حضور مباراة فريقه أمام ديجون السبت الماضي، بسبب عودته إلى الدوحة والاستعانة بفرانسيس زيبنر المحامي الشهير وأحد المقربين من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. وترى صحيفة "لاديبيشي" الفرنسية أن هناك العديد من العوامل التي تهدد إقامة مونديال 2022 في قطر، وذلك بخلاف التهم التي تلاحق القطري الخليفي وقالت: "على سبيل المثال يعتبر إيقاف التشيلي هارولد مابن نيكولاس رئيس لجنة تقييم ملفات استضافة كأس العالم 2022 من أكبر هذه العوامل، وهو الذي كان يعتبر قطر المكان الأخطر من بين المتقدمين، قبل أن يغير رأيه، وبعدها اتضح أنه وظف أقاربه في أكاديمية "أسباير" التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، وأوقف عن العمل لمدة سبعة أعوام، والبلجيكي ميشيل ديهوج الذي حصل على وظيفة لأبنه الطبيب في الدوحة، وميشيل بلاتيني هو الآخر حصل على عرض مغري لتعين ابنه ضمن طاقم العمل لجهاز قطر الاستثماري، ولا ننسى فهناك الكثير من رعاة "الفيفا" الرئيسين لا يرغبون في أن يقام المونديال بقطر، وكوكاكولا أحد المبادرين لهذه الدعوة، فقد أكدت مسبقاً على أنها سعيدة بالإصلاحات التي يقوم بها "الفيفا"، وطالبت الالتفات إلى معاناة العمال العاملين في منشآت كأس العالم 2022 بالدوحة". وأكدت الصحيفة ذاتها على أن الأزمة السياسية التي دخلت بها قطر مع دول الجوار مؤخراً، أحد أهم العوامل لتجريدها من استضافة مونديال 2022. ويرتبط جيروم فالكه المتهم الثاني مع الخليفي، بقطر على الصعيد الرياضي ارتباطاً وثيقاً، فكان هو نقطة البداية لاستكشاف ملف فساد استضافة قطر مونديال 2022، وقد وصف المحقق الأمريكي مايكل غارسيا مكالمة تم رصدها لفالكه بأنها بداية "تسونامي الفساد"، والتي قال فيها: "قطر اشترت المونديال"، وهو اعتراف صريح لا يقبل التأويل، مما جعل المحقق الفيدرالي يوجه إليه عدداً من الاتهامات ، وصدر لاحقاً قرار إيقافه عن العمل الرسمي، ومؤخراً ظهر اسمه مجدداً إلى جانب قطر، في قضية فساد ورشاوى يُعتقد أن قنوات بي ان سبورتس القطرية، قد دفعتها إلى عدد من المسؤولين في "الفيفا" وفالكه واحداً منهم ، للظفر بحقوق بث بطولات كأس العالم. ووجه الادعاء السويسري إلى جيروم فالكه تهمة تلقيه مبالغ مالية ورشاوى عينية من الخليفي نظير تسهيل إجراءات الحصول على حقوق بث مسابقات كاس العالم، ويتوقع كثيرون من المراقبين للشأن الرياضي العالمي، أن هذه الخطوة ستجر باريس سان جيرمان إلى بحر الشبهات والرشاوى، باعتبار أن الخليفي المتهم في قضية القنوات القطرية، هو بنفسه يترأس النادي. وكان باريس سان جيرمان قد نشط في فترة الانتقالات الماضية بشكل مهول، إذ وقع عقداً ضخماً مع البرازيلي نيمار، وضم الفرنسي كيليان مبابي، وهما الصفقتان اللتان أثارتا الكثير من اللغط في فرنسا، وظهرت العديد من التصريحات من سياسيين ورياضيين أبدوا اعتراضهم على المبالغ الكبرى التي تم صرفها في سبيل هذه التعاقدات، ومن المتوقع أن يتجه "الفيفا" قريباً إلى فتح الملفات الغامضة حول النادي الفرنسي العائدة ملكيته للحكومة القطرية.