بعيداً عن المنهجية العلمية المعقدة المؤطرة والمملة أحياناً صدر عن مؤسسة "الانتشار العربي" للكاتب حمد حميد الرشيدي رواية قصصية تحمل عنوان "مجنون ليلى اليهودية" وهي ليس مجرد قصة أو رواية، ولا بحث تاريخي أو دراسة علمية تتناول موضوعاً معيناً، وإن كانت تتصف ببعض الجوانب الفنية والمنهجية لهذه الحقول الإبداعية كلها مجتمعة في إطار إجمالي متسق وموحد، يحدد العلاقة القائمة بين هذه الحقول معاً، ويرسم حدودها المشتركة وتقاطعاتها مع بعضها، ويوائم فيما بينها في سياق فني تاريخي علمي واحد. وهذه الرواية على علاقة بتاريخ الأمم الأخرى وحضاراتها، السائدة منها والبائدة، أو محاولة استقرائه من جديد برؤية فنية أدبية مبسطة وسلسلة يَسْهُلُ على القارئ استيعابها والاستمتاع بها مهما كان مستواه العلمي والثقافي، بعيداً عن "المنهجية العلمية" المملة احياناً، وجديتها وصرامتها الجافة التي تبحث عن "الحقيقة المجردة" ولا تهتم بسواها من القيم الجمالية والفنية لأي معطى أو منتج إبداعي. وقد تضمنت الرواية 18 قصة طويلة تقع في 500 صفحة من القطع المتوسط، وبعض الأسماء والشخصيات الواردة فيها وأحداثها ووقائعها والأماكن التي جرت فيها مستوحاة من خيال الكاتب، مع شيء من التصرف، والتشابه الواقع فيها هو محض مصادفة ليس أكثر. من القصص المشوّقة والمثيرة في هذه الرواية: "سألتني ليلى وكأنها تريد أن تستشف المزيد من شخصيتي الجامدة والمحيرة والغامضة بالنسبة إليها لا اعتقادها بأنني لا أزال بمثابة لغز محير في حياتها يستعصى حله أو فهمه: أنت شخص غريب فعلاً يا شاكر!. قلت لها بعد أن أمعنت النظر في عينيها النجلاوين الساحرتين قليلاً مشيحاً بوجهي عنها مجدداً كي لا يفتنني سحرهما (الفرعوني) الفتاك الذي لا ينجيني منه سوى آي من القرآن الكريم: لا تعاتبيني يا ليلى على عدم فعلي لما تقومي أنتِ بفعله.. ليلى! أفهميني جيّداً يا ليلى أرجوك أنا شخص متزوج وأب ومن عائلة عربية مسلمة ومحافظة. وأخشى أن تقع صورنا -أنا وأنتِ- بين يدي زوجتي وأطفالي وأسرتي ومعارفي في (الرياض) فتكوني سبباً في التفريق بيني وبين أفراد أسرتي كما كنتِ سابقاً سبباً رئيسياً في التفريق بن إبراهيم وزوجته وأطفاله وأهله".