في أي مجتمع إنساني لا بد أن تهب رياح التغير والتغيير, ليستعيد هذا المجتمع أو ذاك حيويته وطاقته... في الإطار العلمي يستمتع العلماء بالوقوف فوق منصة الاختلاف وتتاح الفرصة لكل عالم فرصة إثراء رأيه بمرتكزاته العلمية وممارسة ما وهبه الله من قدرة على الإقناع وتأكيد أصالة الرأي العلمي الذي يتبناه.. وفي هذا الإطار وبين الاختصاصيين الاجتماعيين يدور جدل بين المهتمين بظواهر التغير الاجتماعي بمناقشة من يسبق الآخر التغير أم التغيير..., الاتفاق المؤكد بينهما أن التغيير مستهدف ومخطط والتغير يحمل الكثير من العفوية والتلقائية الإنسانية وهو حصيلة حراك الأفراد خارج الأطر المؤسسية... رغبة التغير تزداد عند الشباب والجماعات التي تستشعر أن لها حقوقا غير مستجابة على أرض الواقع وعلى رأسها النساء, تجدها تنتفض بين فترة وأخرى بحثا عن هذا الحق أو ذاك قد لا يكون كل حراك صحيحا وقد لا يكون كل حراك نقيا وخاليا من مصالح تختبئ وراءه في أهدافها غير النبيلة وخطورة غير النبلاء أنهم يجيدون استغلال حماس الأنقياء خاصة الشباب..., ونتيجة ذلك تتم عمليات التغير بخليط إيجابي وسلبي وأحيانا تخرج منها مجاميع صغيرة تنفسخ تماما من واقعها ولا تجد قبولا هنا أو هناك..,لأسباب كثيرة منها أنها لم تدرك الهدف أو أنها تحركت بدوافع شخصية ضيقة ومحدودة أو أنها اكتشفت وهي في خضم الحراك لا تعرف إلى أين المسير....؟؟ المجتمعات الإنسانية كلما ارتفعت نسبة الشباب فيها زادت رغبة التغير والتغيير بل وبلغت مداها في مراحل معينة خاصة في حال طال الركود الثقافي والاجتماعي وصادف مع رغبة التغير والتغيير تحولات اقتصادية ومنابر إعلامية حرة ومرنة ومتاحة للجميع... اليوم مجتمعنا السعودي يمر بحالة عالية من التغير والتغيير, والمميز في ذلك أن من يقود ذلك التغيير صانع القرار السياسي..., قيادة شابة ترى مستقبل الوطن بعيون قائد... والقرار السياسي السعودي حاضر بقوة وعلى مر تاريخ التغيرات الاجتماعية المحلية نجده أي القرار السياسي هو من يصنع الفارق في كثير من مساحات التغيير التي في بعضها استجابة لتغير المجتمع وتلبية لاحتياج كافة شرائح المجتمع..., ولكن حضوره القوي والشامل اليوم يأتي لعلاج ركود أكثر من ثلاثين سنة كما قال ذلك الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وصانع التغيير والتحديث بخطى لا تعرف التوقف ولا التردد ولا الغموض..., النموذج السعودي في التغيير يستحق أن يكون ضمن المناهج الدراسية خاصة للطلبة المتخصصين في علم الاجتماع.. من يقف أمام اتصال ولي العهد لوالد شهيد العمل الإرهابي السقيم والذي حاول فيه المجرم اقتحام قصر السلام, يجد أننا أمام خطاب سياسي لا يقف في المنتصف خطوة هنا وخطوة هناك بل نحن أمام قائد يعرف أهدافه وبدقة.