بعد ساعات فقط من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة التي تضمنت مغالطات عديدة تبيّض جرائم الانقلاب، أعدمت المليشيا أسرة كاملة رمياً بالرصاص وقتلت شابين تحت التعذيب واختطفت أكثر من 50 مواطناً في عدد من المحافظات اليمنية. وعلى الرغم من مرور ثلاثة أيام من جريمة الإعدام الميداني المباشر لأسرة التربوي اليمني طه فارع في محافظ تعز، إلا أن منظمات الأممالمتحدة لم تحرك ساكناً، ولم تصدر بيان إدانة واستنكار أو تعبير عن قلقها إزاء جريمة الإعدام التي تمت على الطريقة الداعشية بحق أم وطفلها وشقيق زوجها. وفي مشهد بشع، وعلى إيقاع قراءة تقرير أنطونيوغوتيريس المضلل، تحركت أطقم حوثية نحو منزل التربوي طه فارع بعد فشلها في العثور عليه في منطقة ريفية تابعة لمديرية صبر الموادم في تعز، واقتحمت المنزل وقامت بإعدام زوجته وطفلها وشقيقه، ومنعت سيارة الإسعاف من الاقتراب كما منعت دفن الأسرة. وقال رب الأسرة طه فارع: "إن مليشيا الحوثي أعدمت زوجته أمام أطفالها ومنعتهم من الاقتراب نحوها وأمعنت في الوحشية من خلال حجز الجثث ووضع شرط تسليم رب الأسرة مقابل دفنها، في ظل غياب تام للمنظمات التابعة للأمم المتحدة". ما آثار سخط حقوقي تجاه انتقائية الأممالمتحدة وتسيسها للجانب الحقوقي. وفي مدينة الجراحي التابعة لمحافظة الحديدة اختطفت مليشيا الانقلاب عريساً من أحد الفنادق في المدينة وأودعته أحد السجون ومن ثم أخضعته للتعذيب حتى الموت ولم يمر على زفافه سوى ساعات فقط، كما عذبت شاباً آخر حتى الموت في محافظة البيضاء ويدعى مختار ياقوت بعد اختطافه مع أربعة آخرين في منطقة رداع من إحدى النقاط العسكرية التابعة للمليشيا الانقلابية. وأمام جرائم الحرب الحوثية المستمرة، تساءل ناشطون يمنيون باستغراب عن دوافع غياب المنظمات الأممية بشكل متعمد عن تلك الجرائم وعدم توثيقها ورصدها ورفض التفاعل معها، في الوقت الذي تصدر بيانات يومية للمطالبة بتسليم مطار صنعاء الدولي للمليشيات بذرائع إنسانية زائفة. من جانب آخر شهدت العاصمة اليمنية أمس مظاهرة شارك فيها المئات من المعلمات لمطالبة ميليشيا الحوثي بصرف مرتباتهم الموقوفة منذ نحو عام فيما فرقت ميليشا الحوثي التظاهرة واعتقلت عدد من مديري المدارس. وقالت مصادر تربوية أن نقابة المهن التعليمية أعلنت رفضها لمقترح تقدمت به حكومة الانقلاب يقضى بصرف نصف راتب للمعلمين والمعلمات والنصف الآخر عبارة عن كوبونات لشراء مواد غدائية. ميدانياً تواصلت المعارك بين القوات الحكومية المدعومة بالتحالف العربي وميليشيا الحوثي وصالح في محافظة صعدة، بالتزامن مع غارات جوية للتحالف. وذكرت مصادر عسكرية أن القوات الشرعية تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من المواقع في جبل الصحن المطل على وادي النخيل الإستراتيجي بمحور البقع شمالي محافظة صعدة. يأتي ذلك عقب هجوم كبير للقوات الحكومية على مواقع المتمردين في محيط وادي النخيل، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى معظمهم من المتمردين. تزامن ذلك مع قصف مدفعي على مواقع الإنقلابيين في منطقة مخنق صلة غربي البقع. وشنت مقاتلات التحالف عدة غارات على مواقع المتمردين في مديريات الظاهر وشدا وسحار وباقم بمحافظة صعدة، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتدمير آليات عسكرية. وشهدت منطقة الهاملي بمديرية موزع غربي تعز معارك بين القوات الشرعية والمتمردين إثر هجوم للحوثيين. أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع المتمردين شمالي مديرية المخا غربي تعز. كما استهدفت مواقع وتجمعات للمتمردين في المصلوب في الجوف، ونهم شرق العاصمة صنعاء.