لاقت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أصداء واسعة ومهمة على المستوى الإقليمي والدولي والمحلي، لأهمية الشخص الزائر والدولة المستقبلة في هذه الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة وتشهد تداعيات مقلقة وخطيرة، وقد اهتمت وسائل الإعلام الإماراتية المرئية والمسموعة والمقروءة بهذه الزيارة المهمة لهذه الشخصية المرموقة، لاسيما الاتفاقيات التي أبرمت بين الجانبين "المملكة وروسيا" وقد أصدر مركز المزماة الإماراتي تقريراً موسعاً حول هذه الزيارة المهمة واستلمت "الرياض" نسخة منه. حيث أوضح التقرير أن الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الكرملين، ظهرت نتائجها جلية لدى السياسيين والمراقبين، ولم تكن بحاجة إلى تحليل الخبراء لما أثمرته مباشرة على الصعيد السياسي والعسكري والإستراتيجي، وما بعثته من رسائل إلى أدوات زعزعة أمن المنطقة وداعميها، والتي كان من أبرز نتائجها مزيداً من العزلة للنظام الإيراني، فلم يكن بحسبان قادة الملالي أن زيارة بسيطة يقوم بها الملك سلمان إلى موسكو ستكشف هشاشة العلاقات بين طهرانوموسكو التي طالما تغنى بها قادة الحرس الثوري ونظام الملالي. وأضاف التقرير أن ما أغاظ ولا يزال يغيظ قادة طهران، هو قدرة المملكة الفائقة على تشكيل تحالفات إقليمية ودولية إستراتيجية في وقت قصير، حيث تسير المملكة ودولة الإماراتالمتحدة بخطى ثابتة في إطار تعزيز السلم والأمن في المنطقة ومكافحة الإرهاب، نحو إقامة تحالفات موسعة مع العديد من القوى العالمية، والتي كان آخرها روسيا، والتي على ما يبدو أنها بدأت تستشعر التهديدات التي تمثلها إيران بشكل رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي خلق أرضية مشتركة بين الجانبين، فالخطر الفارسي تعيه موسكو تماماً، كما هو الحال في الدول العربية، ويعلم الروس أن طموحات إيران الفارسية تعتبر تهديداً لأمنها القومي. ورغم ما تحاول طهران إظهاره من علاقات وثيقة وتحالفات مع موسكو، إلا أن الأخيرة تدرك تماماً أن طموحات إيران ستصبح كارثية إذا امتلك الملالي وأدواته الإرهابية السلاح النووي. وأشار التقرير إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخيرة إلى موسكو أشارت إلى مدى التعاون بين الطرفين، فخلال هذه الزيارة اتفق الجانبان على مشروعات بمليارات الدولارات، تشمل استكشاف الفضاء والطاقة النووية والنفط والتسليح، إضافة إلى صندوق بقيمة مليار دولار للتعاون في مجال الطاقة، وصندوق بقيمة مليار دولار أميركي للاستثمار في التكنولوجيا، وأهم ما أثمرته هذه الزيارة هي صفقة شراء المملكة لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية "إس-400"، وبعدها بساعات أعلنت الولاياتالمتحدة الأميركية عن موافقتها على بيع نظام الدفاع الصاروخي المتطور "ثاد" للمملكة، لتصبح المملكة أول دولة في العالم تملك أقوى منظومتين صاروخيتين، وهو ما خلق إرباكاً وتوتراً لدى النظام الإيراني سيجبره على الكف عن تدخلاته في شؤون دول المنطقة، وزعزعة أمنها واستقرارها أو اختيار مصير السقوط. وأكد التقرير أن إيرانوقطر وتركيا أكثر المنزعجين من هذا التقارب السياسي والتعاون العسكري بين الرياضوموسكو، فطالما حاولت طهران جر الروس إلى حربها في اليمن وإقناعهم بدعم الانقلابيين الحوثيين، ودعوتها إلى التدخل في شؤون المنطقة لصالح طابورها الخامس وأدواتها الإرهابية التي أصبحت قطر أبرزها، لقد أذهبت هذه الزيارة وما كشفته من تعاون وثيق بين روسيا والدول العربية وخاصة السعودية أحلام الملالي أدراج الرياح، ولا شك أن الغضب الفارسي من الروس بدأ يظهر على ألسنة قادة طهران. واختتم التقرير بالتأكيد أن أبرز ما أنتجته هذه الزيارة والتي يمكن وصفها ب"ضربة المعلم" زيادة عزلة إيران إقليمياً ودولياً، وتؤكد هذه التطورات وما سيتزامن معها من احتمالية قيام الرئيس الأميركي ترمب بإلغاء الاتفاق النووي، وفرض المزيد من العقوبات على طهران، وإمكانية تصنيف الحرس الثوري وفيلق القدس ضمن الجماعات الإرهابية، إضافة إلى احتمالية شن هجوم عسكري على المواقع العسكرية الإيرانية، إذا استمر العناد الإيراني على رفض تفتيش المواقع العسكرية المشتبه بأنها تحتوي على أنشطة نووية، إن هذه المرحلة تعتبر بالفعل مصيرية في تاريخ المنطقة، ويمكن وصفها بأنها الأصعب والأسوأ في تاريخ النظام الإيراني المنعزل إقليمياً ودولياً والذي يسير بأقدامه نحو السقوط الحتمي.